الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
كلمة و 1 / 2.. كوثر بن هنية... «الأوسكار بيتكلم عربى»!!

كلمة و 1 / 2.. كوثر بن هنية... «الأوسكار بيتكلم عربى»!!

وأنت تقرأ هذه الكلمة، تفصلنا ساعات، عن إعلان الفائزين بمسابقة «الأوسكار» ويلوح من بعيد وميض الأمل، أن تنالها المخرجة التونسية كوثر بن هنية، لتمنح السينما العربية أول أوسكار فى تاريخها، رشحت كوثر بين خمسة أفلام دولية، لنيل تلك الجائزة عن فيلمها «بنات ألفة»، المقصود بتوصيف «دولى» أن الفيلم غير ناطق باللغة الإنجليزية.



 الشريط السينمائى عابر لحدود النوع، رغم أن الأكاديمية الأمريكية للصور المتحركة، صنفته فى قائمة «وثائقى»، الصحيح من وجهة نظرى، أنه غلبت عليه روح الوثيقة، فهو يمزج بين الدراما والتوثيق، الوثيقة هى البطل.

 التحدى أنك عندما تشاهد الفيلم لا تستطيع أن تضع حدًا فاصلًا  بين الحقيقة التى يدعمها الواقع المسجل بالصوت والصورة، وبين الدراما التى لها مذاق الحقيقة، هند صبرى لعبت دور السيدة «ألفة» التى احتلت مساحة كبيرة على الشاشة، المخرجة منذ اللقطة الأولى عقدت معاهدة بينها  والجمهور، ليصبح قادرًا على قراءة أبجدية الفيلم القائمة على هذا المزج، المحسوب بدقة بين تسجيل ما حدث بالضبط، وبين الخيال الذى له مذاق الحقيقة.

 النجمة المحترفة هند صبرى أثناء أدائها للدور، يجب أن تعود أمام الكاميرا إلى مرحلة ما قبل الاحتراف، والشخصية الواقعية التى تؤديها «ألفة» الحقيقية، تدرك أن هناك قواعد فى الحركة أمام الكاميرا، تحسب بدقة ومن خلال عقل واعٍ، فى موقع التصوير، وعليها فى خضم كل ذلك ألا تفقد فطرتها وتلقائيتها.

إنهما الأصل والصورة، وأنت كمتلقٍ عليك ألا تفرق بينهما، شاهدناهما معا فى اللقطة الأولى، بين الحين والآخر، يختلط عليك الأمر وهذا هو بالضبط المطلوب، السيناريو به روح الارتجال حتى تضمن التلقائية، ومن البديهى أن هناك إعادة للقطات تسمح للمخرجة فى نهاية الأمر اختيار الأفضل فى المونتاج النهائى، المشهد الأول يفيض بخفة الظل فى ليلة الدخلة، والناس تنتظر أن ترى وثيقة براءة «ألفة» كفتاة بكر، وأن الزوج الذى أدرى دوره مجد مستورة الحاصل، قبل سنوات قليلة على جائزة الدب الفضى لأفضل ممثل فى مهرجان «برلين»، يؤدى دورًا صغيرًا، مجد لعبه باقتدار، وهو درس عملى للممثل الذى لا يبحث عن المساحة ولكن القيمة.

تنهال عليه الزوجة هند صبرى فى ليلة الدخلة ضربًا حتى تدمى وجهه وتضع الملاءة على الجراح ويراها الجيران باعتبارها دماء غشاء البكارة، وهى عادة عربية قح، ورغم ذلك استوعبها المتفرج الأجنبى، ووصل المغزى وضجت الصالة بالضحك. 

القضية لا تزال حاضرة، فى العالم والابنتان رحمة وغفران حاليًا، فى سجون داعش بليبيا حيث تمكنت العناصر الإرهابية التى تغلغلت إلى تونس، وهى تتدثر عنوة بالإسلام من تجنيد الفتاتين، خطوات تبدأ بالحجاب ثم النقاب مع أحاديث عن عذاب القبر لبث الهلع فى النفوس، مع ذكر تلك الأناشيد الإيقاعية التى يؤدوها دون آلات وترية، لأنهم يعتبرون الوتر حرامًا شرعًا، تم تهريب الابنتين إلى ليبيا، وتتزوج كل منهما من أحد القيادات الداعشية، ولم يتم حتى الآن الإفراج عنهما من السجن.

‎كثيرة هى الأسباب التى تجعلنى أنتظر حصول الفيلم على الأوسكار رغم ضراوة المنافسة. 

هل تفعلها كوثر بن هنية، وتقتنص الجائزة بعد ساعات ؟!!