الثلاثاء 7 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
أنا وقـلمى .. وجوه دبلوماسية مصرية مشرفة

أنا وقـلمى .. وجوه دبلوماسية مصرية مشرفة

فى مرافعة تاريخية أمام «جلسات الاستماع الكبرى»، ترافعت مصر فى محكمة العدل الدولية، فى محاولة لحشد الرأى العام العالمى، لشجب وإدانة الانتهاكات التى تمارسها إسرائيل بحق الشعب الفلسطينى منذ نحو سبعة عقود من الزمن، ولتذكير العالم بأن تأمين سلامة المدنيين داخل فلسطين هو مسئولية دولة الاحتلال، وأن حرمانهم من العيش على أرضهم هو جريمة حرب، لا سيما لطرح سؤال على المجتمع الدولى وهو: إلى متى سيظل شعب فلسطين يُقتل وتُغتصب حقوقه، وكانت الدكتورة ياسمين موسى المستشارة القانونية بمكتب وزير الخارجية - ممثلة مصر أمام محكمة العدل الدولية - خير مثال لعظيمة من عظيمات مصر، حيث كانت نموذجا ووجها مشرفا للدبلوماسية المصرية، تحدثت بلسان بلدها «مصر» أمام العالم كله، فى مشهد إن دل على شىء فإنما يدل على أن مصر تحسن اختيار سفرائها إلى العالم، حيث كان الدكتور بطرس غالى الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة «عميد الدبلوماسية المصرية» نموذجا للعطاء لوطنه ولإفريقيا والدول العربية والعالم، بجذوره الفكرية والثقافية والدينية المتنوعة، ومدافعا صلبا عن حقوق أمته العربية ومقدراتها، ومناضلًا إفريقيا يفتخر بانتمائه لقارته وحق شعوبها فى الاستقلال والحرية والازدهار، وسياسيا دوليا مرموقا يحمل مبادئ السلام والعدل والرخاء، كما كان خير مثال لمفاهيم التواصل والتسامح والتبادل المعرفى والثقافى بين الشعوب والثقافات والأعراق والأديان المختلفة..  ولا ننسى هنا أنه فى «29 سبتمبر من عام 1988» عندما أصدرت هيئة التحكيم الدولى حكمها لصالح الدبلوماسية المصرية والمفاوض المصرى بعودة طابا إلى السيادة المصرية، حيث تم رفع العلم المصرى على هذه المنطقة فى «19 مارس 1989»، وكانت إحدى القضايا الدبلوماسية التى خاضتها مصر فى القرن العشرين، كما كانت إحدى المهام التى قام بها أبناء مصر من الدبلوماسيين والتاريخيين والجغرافيين والقانونيين.. ناهيك عن الدور المهم الذى لعبته المرأة المصرية فى الدبلوماسية المصرية، حيث كانت وزارة الخارجية المصرية فى مقدمة مؤسسات الدولة، التى منحت للمرأة المصرية مجالا للتقدم والتفوق، وكانت السفيرة «هدى المراسى» أول دبلوماسية تلتحق بوزارة الخارجية عام 1961 وتدرجت فى السلك الدبوماسى ابتداءً من درجة ملحق دبلوماسى وحتى درجة سفير، حتى تم تعيينها سفيرا فى العاصمة الإيطالية «روما» فى بداية التسعينيات، كما تزخر الدبلوماسية المصرية بنماذج مشرفة لسفيرات تولين مناصب قيادية بارزة عكست كفاءتهن، وكن جديرات بالحصول على تقدير وثقة الدولة مثل السفيرة ميرفت التلاوى الأمين العام السابق للمجلس القومى للمرأة والتى عملت فى وزارة الخارجية، حيث رأست وفد مصر فى المفاوضات متعددة الأطراف حول التعاون الاقتصادى الإقليمي.. والسفيرة نائلة جبر- مساعد وزير الخارجية السابق ورئيسة اللجنة الوطنية لمكافحة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر.. ثم جاء تعيين الدكتورة «عائشة راتب» أول سفيرة لمصر فى الخارج، كبصمة مضيئة فى تاريخ العمل النسائى المصرى، وبصفتها سفيرة قادت مصر إلى مكانة متوازنة فى عالم ملىء بالعلاقات الدولية المستقطبة.



أكثر من مائة عام، قامت الدبلوماسية المصرية بدور عظيم، تجسد من خلال تحركات مستمرة وجهود متواصلة للدفاع عن مصالح مصر العليا، وتعظيم الاستفادة من مختلف الأطر الدبلوماسية لصون مقدراتنا الوطنية، فضلا عن المساهمة فى جهود الدولة المصرية، نحو تعزيز ركائز السلم والاستقرار على الساحتين الإقليمية والدولية.. وتحيا مصر.