الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
كلمة و 1 / 2.. برلين ينصف (ألطف الكائنات)!

كلمة و 1 / 2.. برلين ينصف (ألطف الكائنات)!

منذ أن عرفنا الجوائز فى الفنون، وهناك خط فاصل تعسفى له علاقة بالجنس بين الرجل والمرأة، وتحديدا فى مجال التمثيل، جائزة لأفضل ممثل يقابلها جائزة لأفضل ممثلة،رغم أن التمثيل هو التمثيل، فلا توجد مسابقة  مثلا لأفضل مؤلف ومؤلفة،أو مخرج ومخرجة، بينما فى فن الأداء الدرامى  يحرصون على هذا  الخط الوهمى.



مهرجان ( برلين) امتلك الجرأة قبل ثلاث سنوات  معلنا نهاية هذا الفصل العنصرى.

إلغاء الخط الفاصل فى جائزة التمثيل، هو المنطق الغائب، لأننا بصدد إبداع مطلق يعتمد على الوجدان وليس القوة الجسدية، فى المسابقات الرياضية ممكن أن نتحدث عن أفضل سباح وسباحة تبعا للفروق البيولوجية، بينما الإبداع أسقط تلك المساحات الفاصلة.

مهرجان (برلين) فى علاقته بالمرأة كثيرا ما يعلن حرصه على زيادة نسبة النساء فى لجان التحكيم أو فى الأفلام المختارة داخل المسابقة الرسمية، وهذا النوع من الانحياز لا أوافق عليه، لا نواجه العنف بعنف مضاد ولا التطرف بتطرف، (الكوتة) مقبولة كمرحلة انتقالية عندما نتناول الشأن السياسى، ولهذا كثيرا ما تتدخل السلطة السياسية فى عدد من البلاد لضبط الإيقاع المختل بما تملكه  من حقوق دستورية وتزيد من تمثيل المرأة، فى المجالس النيابية، ولكن فى مجال الإبداع (الكوتة) مرفوضة تماما، مثل أن حصول المرأة على حقيبة وزارية هو نتاج أحقيتها المطلقة وليس له علاقة بكونها امرأة.

أروع ما حققه مهرجان (برلين) انه بالفعل يسعى لإقرار المساواة، ومع الزمن لن يصبح هناك مجال للحديث  عن أفضل ممثل وأفضل  ممثلة، ستسأل فقط عن الأفضل فى المطلق، من الممكن أن تتفوق مثلا فى هذا الزمن «ميريل استريب» فى مجال السينما على كل أساطين فن الأداء من الرجال، لأن المقياس هنا تجاوز رجل أو امرأة ليصبح فقط الإبداع، المنطق سوف ينتصر فى نهاية المطاف.

 أصبح من المعتاد فى العالم أن نجد أكثر من وزيرة دفاع وداخلية، وهى مناصب كان من المستبعد قبل عقود من الزمان أن تحلم بها امرأة أو تتوقع أن تنالها امرأة.

حصلت المخرجة السنغالية الأصل ماتى ديوب على جائزة ( الدب الذهبي) أفضل فيلم ( داهومي)، لأنها الأفضل وليس لأنها امرأة، ورئيسة لجنة التحكيم لوبيتا نيونجو مؤكدة لم تٍسأل عن جنس المخرج ولكن إبداعه، وهكذا تم تتويج ماتى ديوب بالجائزة، ولم تكن الأولى، كثيرا ما حصدت المرأة الجوائز فى مهرجان ( برلين ) وغيره من المهرجانات، ولكنه يقف فى مقدمة الدفاع عن حق المرأة، إلا أنه لا ينحاز إليها عشوائيا، فهو يضع الإبداع أولا.

أطلقها صلاح جاهين قبل أكثر من 40 عاما فى أغنية (ألطف الكائنات) غناء سعاد حسنى (البنت زى الولد)، ومهرجان برلين يسير على الدرب معلنا نهاية التفرقة بين الطاووس والطاووسية!