الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
أنا وقـلمى .. من يوقف التعنت الإسرائيلى؟

أنا وقـلمى .. من يوقف التعنت الإسرائيلى؟

رغم رفض العديد من الدول الغربية- وفى طليعتها الولايات المتحدة الأمريكية بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبى- مهاجمة الاحتلال الصهيونى لرفح التى فر إليها أكثر من نصف سكان غزة البالغ عددهم 2,3 مليون نسمة، هربًا من الحرب والغارات الإسرائيلية فى مناطق أخرى، فإن بنيامين نتانياهو - رئيس الوزراء الإسرائيلي- مُصمم على دخول قوات جيشه إلى تلك المحافظة الجنوبية فى القطاع الفلسطينى المحاصر، هذا الإصرار على اجتياح مدينة رفح بريًا، دفع مصر إلى توجيه عدة رسائل تحذيرية حاسمة إلى تل أبيب، حيث هددت بمراجعة وخفض العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، فى حال شن عملية عسكرية على رفح، علاوة على اتخاذ مصر قرارًا بخفض الاتصالات بين البلدين، على أن تقتصر على المستوى الأمنى فقط بشأن الهدنة وصفقة الأسرى، مع تجميد أى اتصالات بالحكومة الإسرائيلية، خاصة بعد التقارير والتصريحات التى صدرت من الجانب الإسرائيلى، والتى تتضمن ادعاءات كاذبة بموافقة القاهرة على بدء عملية عسكرية فى رفح، ومتجاهلة تأكيد مصر لإسرائيل أنها لن تسمح بسياسة التهجير القسرى للفلسطينيين، ولم تكتف القاهرة بالتصريحات فقط ، ولكنها- ومنذ أكثر من أسبوعين- بدأت سلسلة إجراءات لتعزيز الأمن على حدودها مع غزة، كما أن مصر ألمحت إلى تعليق معاهدة السلام «المعروفة باتفاقية كامب ديفيد» الموقعة عام «1979» لو قامت إسرائيل باجتياح رفح، ناهيك عن قيام الجانب المصرى بإبلاغ الجانب الصهيونى أن أى تغيير فى وضع محور صلاح الدين مرفوض نهائيًا، والغريب فى الأمر هو أن الرئيس الأمريكى «جو بايدن» قد أبلغ نتنياهو أنه قلق من تنفيذ عملية رفح، وهو يوافق عليها اذا كانت هناك خطة لضمان سلامة المدنيين، الذين يحتمون بالمدينة، فكيف يمكن أن يتحقق هذا وهناك أكثر من مليون شخص يتمركزون فى مساحة من الأرض (40كم فى 40كم)، وفى تصريح آخر للرئيس الأمريكى يحذر إسرائيل بعدم التوغل فى مدينة رفح خلال شهر رمضان، مما يعنى ضرورة القيام بهذا العمل الخسيس قبل أو بعد شهر رمضان، كما عبر حلفاء آخرون لإسرائيل- بينهم بريطانيا وألمانيا- عن قلقهم من الهجوم المحتمل على رفح، كما قالت وزيرة الخارجية الهولندية إنه من الصعب تصور كيف أن تنفيذ عمليات واسعة النطاق فى مثل هذه المنطقة المكتظة بالسكان، لن يُسفر عن سقوط العديد من الضحايا المدنيين، ووقوع كارثة إنسانية أكبر، ووصفت الأمر كله بأنه «لا مبرر له»، كما وصفت الأمم المتحدة مسألة اجتياح الجيش الإسرائيلى لرفح بالأمر المرعب مع تحذير المفوض السامى لحقوق الإنسان لدى الأمم المتحدة من خطورة السيناريو الذى سيواجهه سكان غزة فى حال شنت إسرائيل هجومها المرتقب، ومن جانبها حذرت النرويج على لسان وزير خارجيتها من تفاقم الأوضاع الإنسانية هناك بشكل كارثى، وصعوبة إيصال المساعدات الإنسانية، إذا حاول الجيش الإسرائيلى شن عملية برية على رفح، كما شاركه فى مخاوفه الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبى والشئون الخارجية، الذى أعرب عن قلقه من احتمالية الهجوم العسكرى الإسرائيلى الوشيك على رفح، محذرًا من العواقب الكارثية التى ستنتج عنها خسائر كبيرة فى صفوف المدنيين بغزة، كما حذرت كندا من الهجوم مؤكدة بأنه سيكون مدمرًا للشعب الفلسطينى، ناهيك عن تأكيد المتحدث الرسمى باسم الأمين العام للأمم المتحدة أن المنظمة لن تشارك فى عملية التهجير القسرى للفلسطينيين فى رفح، وأنه لا يوجد ملاذ آمن فى قطاع غزة لنقلهم إليه، وفى نهاية الأمر بعد فشل المفاوضات فلا يوجد حل لمنع تفجير الأوضاع فى المنطقة إلا من خلال موقف أمريكا، الذى يبدو لكل المراقبين والمحللين أنه موقف متناقضً وغير واضح، هذا غير تبادل الأدوار التى يظهر فيها الخطاب الأمريكى المتصاعد فى بعض الأحيان ضد أفعال العدو الصهيونى، رغم أن البيت الأبيض لم يطالب إسرائيل بوقف دائم لإطلاق النار، ولم تعمل بشكل جدى على تنفيذه.. وتحيا مصر.