الأحد 5 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

سيناريو ضعيف وأبطال كبار: السيستم.. والسينما (فوبيا)

سمعنا عن أنواع كثيرة من «الفوبيا» أو اضطراب الخوف، فهناك فوبيا الأماكن المرتفعة، وفوبيا الظلام، وفوبيا الأماكن الضيقة وغيرها، لكن هل سمعت عن فوبيا العمل الفنى الجيد؟.. هل من الممكن أن ينتاب مؤلف أو مخرج أو ممثل خوف أو اضطراب ما يمنعه من تقديم عمل يليق بالجمهور خاصة وأننا جمهور مثقف فنيًا أو بمعنى أصح متذوق جيد للفن!



ذلك ما حدث لصناع فيلم (السيستم) الذى يعرض فى دور العرض السينمائية، تأليف «أحمد مصطفى» وإخراج «أحمد البندارى» وبطولة «طارق لطفى وأحمد الفيشاوى ونسرين طافش وبسنت شوقى».

عمل فنى عنوانه الاستسهال وعدم بذل أى جهد يُذكر أو إبداع لتقديم عمل فنى يليق بالجمهور المصرى والعربى، بداية من عنوانه (السيستم) فهو الفكرة التى يقوم عليها العمل الفنى عن «سيستم» أو نظام يتبناه الرجل العازب لتوقيع النساء فى شباكه ضاربًا بعرض الحائط كل القيم والمبادئ.

ولو تطرقنا لعنصر الكتابة فقد جاء الحوار ضعيفًا لا يخدم فكرة العمل وتصاعد الأحداث، فانتهى الحال أن يخرج العمل صاحب حبكة مهلهلة تفتقر لتصاعد الأحداث المنطقية الجاذبة للمُشاهد ثم تأتى النهاية فجأة دون تمهيد لها، إلى جانب رسم الشخصيات الذى جاء قويًا فى بعض النواحى وضعيفًا فى نواح أخرى.

مثلًا، شخصية «وحيد» التى يجسدها «أحمد الفيشاوى» كان الرسم الجسمانى لها قويًا من حيث شكل الشعر والملابس قديمة الطراز والسيارة الكلاسيكية والرسم النفسى للشخصية من طريقة الكلام ولغة الجسد التى تعكس كونه مصابًا بـ«فينوسترافوبيا» رهاب النساء الجميلات، أما شخصية «مصطفى» التى يجسدها «طارق لطفى» فقد ظهرت بملابس أنيقة وشكل شعر مهندم تعكس شخصية الرجل «الدونچوان».. لكن افتقرت العلاقة بين الشخصيتين لعنصر الدافع الذى يحركهما والدافع الذى يجعل أحدهما يساعد الآخر فحدث خلل درامى، خلل فى الفكرة الأساسية للعمل الفنى.

كما أن الفيلم من نوعية الرومانسى كوميدى فمن المفترض أن يحتوى على مشاهد رومانسية تؤثر فى المُشاهد وتجعله يتعايش مع الأحداث وذلك لم يتحقق، ناهيك عن كوميديا العمل التى اعتمدت على إفيهات ما هى إلا محاولات فاشلة لإضحاك الجمهور.

أما عن الأداء التمثيلى للشخصيات فلا أعتقد أن فيلم (السيستم) إضافة لأى منهم خاصة «طارق لطفى» النجم اللامع المتمكن من أدواته التمثيلية فى أغلب أدواره خاصة فى الدراما، إلى جانب أن الاستسهال طال «أحمد الفيشاوى» فى تجسيده لشخصية «وحيد»، فقد خرج الأداء مفتعلًا نوعًا ما لا يجعلك كمُشاهد تُصدقه وتتماهى معه وبالتالى تتعاطف مع حالته، ولذلك فالحق يُقال، أن صناع فيلم (السيستم) أثبتوا ما يمكن أن نعتبره فوبيا العمل الفني الجيد.