الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
أنا وقـلمى .. «أم كلثوم»  فى عيون العالم

أنا وقـلمى .. «أم كلثوم» فى عيون العالم

يخلو الغرب ودول العالم كله من مثيل لكوكب الشرق «أم كلثوم»، ولا يوجد على الساحة الفنية العالمية فنان يلقى هذا القدر من الحب والاحترام مثل ما تلاقيه «أم كلثوم» فى العالم العربى بصفة خاصة، وفى العالم بشكل عام، تلك الشخصية الفذة التى ولدت فى إحدى قرى دلتا النيل «بالسنبلاوين» بمحافظة الدقهلية المصرية عام «1904»، واسمها الحقيقى «فاطمة إبراهيم البلتاجى» لأب يعمل إمامًا، كان يحاول دائمًا دعم دخل الأسرة بغناء التواشيح الدينية، بصحبة ابنه وابن أخيه، بينما اعتادت ابنته تقليدهم إلى أن انضمت الابنة «أم كلثوم» إلى فريق العمل العائلى، وتميزت بصوتها القوى المُبدع إلى أن لمِع صوتها ليجذب انتباه أبرز الموسيقيين آنذاك، الذين دعوها للانتقال إلى القاهرة.. هذه المقالة تتناول هذه الظاهرة المبدعة بمناسبة مرور «100» عام على ظهور هذا الصوت الأعجوبة، التى قال عنها «روبرت بلانت» عضو فرقة الروك «لد زبلين» عند سماع صوت «أم كلثوم» فى مراكش عام «1970» أنه أُصيب بالذهول عندما سمع صوتها للمرة الأولى وهى تندرج فى نزول المقامات، كانت تنزل على السلم الموسيقى، وتنتهى بنغمة جميلة، لم يستطع أن يتصور هذا الغناء، حيث كان أمرًا صعبًا جدًا، وكأن شخصًا ما قد وضع ثُقبًا فى جدار فهمه للغناء، وفى عام «1967» قدمت «أم كلثوم» عرضها الوحيد والتاريخى فى أوروبا فى قاعة مسرح الأولمبياد فى باريس، وفاق سعر تذاكر الحفل سعر تذاكر حفل المغنى العالمى «سامى ديفيس جونيور» بأربعة أضعاف، كما وصف الكاتب والناقد العراقى «موسى الشديدى» من منفاه فى الأردن «أم كلثوم» (نحن لا نتحدث فقط عن النساء القويات، أو ذات الطابع الذكورى فى تاريخنا فحسب، بل نتحدث عنها بوصفها مطربة)، ولا ننسى فيلم «أم كلثوم صوت القاهرة» الذى عرضه المخرج الفرنسى «كزافييه فيلتار» فى قاعة سينما «ميتروبوليس» فى الأشرفية بشرق بيروت لمشاهدين يعرفون أم كلثوم عن كثب، ويحفظون أغانيها من اللبنانيين والأجانب، حيث قال عنها إنها «الهرم المصرى الرابع» بسر صوتها وشخصيتها معًا، ولا ننسى أيضًا كيف تحدث هذا الفيلم عن المطربة «أم كلثوم» على الصعيد الفنى والمسارح، متنقلة بين بلدها، وبغداد ودمشق وفرنسا والاتحاد السوفيتى، وحيفا والقدس، ولا ننسى عندما تبرعت بريع حفل من حفلاتها لمؤسسة ضد الاحتلال البريطانى والهجرة اليهودية فى حيفا والقدس، وإعجاب كبار الفنانين بها فى كل مكان، لقد كانت كوكب الشرق «أم كلثوم» هى العربية الوحيدة ضمن أعظم «200» مطرب فى التاريخ.. إنها كوكب الشرق «أم كلثوم «التى احتلت المركز «61» ضمن قائمة أفضل «200» مطرب فى التاريخ، والتى نشرتها مجلة «رولنجستون» الأمريكية، والتى تضمنت أهم الفنانين حول العالم، حيث تمت الاختيارات من قبل نقاد الموسيقى بناءً على الأصالة، والتأثير وعمق الأعمال المقدمة، ومدى التنوع الموسيقى، بينما كتب الناقد «ويل هيرميس» عن صوت كوكب الشرق «أم كلثوم» أنه صوت ليس له مثيل فى الغرب، فهى قد مثلت روح العالم العربى لمدة عقود، ولا تزال تمثلها حتى الآن إلى حد كبير، بينما وصفها المغنى الأمريكى «بوب ديلان» بالعظمة، ومن بين الفنانين الذين تغلبت عليهم «أم كلثوم» بالقائمة (إيمى واينهاوس، وبوب مارلى، وإلتون جون، وستيفى نيكس، وجورج مايكل).



لم تكن أم كلثوم فنانة عظيمة فحسب، بل كانت رمزًا حقيقيًا للفن والثقافة والهوية المصرية والعربية، احتلت - وما زالت- تحتل مكانة خاصة فى قلوب الملايين، وتُعتبر منارة للثقافة والفنون والتاريخ العربى كله.. وتحيا مصر.