الأحد 19 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
أنا وقـلمى .. الخيانة..  وأبغض الحلال

أنا وقـلمى .. الخيانة.. وأبغض الحلال

الخيانة هى من الأمور الصعبة التى يتعرض لها الإنسان، لأنها تحدث من أشخاص مقربين كالصديق والحبيب والقريب.. والخيانة يصعب نسيانها لأنها تترك أثرًا فى النفس يدوم عمرًا طويلًا، ولتعريف الخيانة سنجد أنها انتهاك أو خرق لعهد مفترض أو الأمانة أو الثقة التى تنتج عن الصراع النفسى فى العلاقات التى بين الأفراد أو بين المنظمات أو بين الأفراد والمنظمات فى كثير من الأحيان، وأخطر أنواع الخيانة هو الخيانة الزوجية خاصة عندما تصل إلى وجود علاقة غير شرعية بين الزوج الخائن أو الزوجة الخائنة، تصل إلى حد الزنا -خارج إطار الزواج- حتى ولو لم تصل هذه العلاقة إلى العلاقة الجنسية، إلا أنها تعتبر خيانة زوجية حتى ولو تحولت هذه العلاقة إلى زواج عرفى، أو زواج رسمى، إلا أنها تدرج تحت مسمى الخيانة العاطفية أو الزوجية، خاصة إذا أخفى الزوج هذه العلاقة المشينة عن زوجته وأولاده وعائلته كلها، والذى استفزنى للكتابة فى هذه القضية المهمة شيئان، الأول أننى بصدد مشاهدة المسلسل اللبنانى «الخائن»، والمقتبس من المسلسل التركى الذى يحمل نفس الاسم، والذى يعرض حاليًا على منصة «شاهد» وبعض القنوات الفضائية العربية، حيث استطاع هذا المسلسل الدخول إلى قائمة الأعمال الأعلى مشاهدة فى مصر، واحتل المركز الرابع -من أصل 10مراكز- هى الأعلى مشاهدة فى مصر، وهو ليس مجرد عمل فنى يشاهده الجمهور أثناء وقت الفراغ للاستمتاع بوقتهم، لكنه عمل يحمل العديد من القضايا المهمة التى تحدث فى جميع المجتمعات، والسبب الثانى هو ارتفاع نسب الطلاق فى مصر فى العشر سنوات الأخيرة بسبب الخيانات الزوجية أو تعدد الزيجات، حيث بلغ عدد أحكام الطلاق النهائية «11,194» عام 2021 بنسبة قدرها 38.4 % من جملة الأحكام عن 2020، والغريب فى الأمر أن هناك حالات كثيرة من الطلاق تمت بعد مرور أكثر من خمس عشرة، وعشرين سنة، يضحى الرجل بكل شيء، «العشرة» الطويلة، وأولاده، وشغله، وأمه وأبيه وإخوته وسمعة وتاريخ عائلته كلها من أجل نزوة رخيصة، ستجعله يندم عليها طول عمره، ومما لا شك فيه أن الأبناء -سواء كانوا أطفالًا أو شبابًا فى سن المراهقة- هم الذين يعانون أكثر من غيرهم بعد الطلاق، خاصة فى الأعوام الأولى بعد الطلاق، حيث تشير الدراسات إلى أن الطلاق يحدث تغييرًًا هائلًا فى حياة الأطفال، بغض النظر عن أعمارهم، فليس من السهل فقدان الدفء الأسرى، والتكيف على الوضع الجديد، وغالباً ما يشعر الأبناء بالغضب الشديد عند حدوث الطلاق، وذلك بسبب التغييرات التى تحدث فى عالمهم، وعلى الرغم من أن تلك الحالة غير مرتبطة بمرحلة عمرية معينة، إلا أنها تكثر فى فترة المراهقة، ويكون الغضب موجهًا للآخرين-خارجيًا- حيث يلوم أحد الوالدين أو كليهما، بسبب ما حدث للأسرة، أو يكون الغضب موجهًا لذاته داخليًا مما يؤثر ذلك بالسلب على الأطفال - الذين فى عائلات وقع فيها الطلاق- على مستواهم الدراسى، خصوصًا إن حدث الطلاق بشكل مفاجئ، هذا النوع من التفكك الأسرى يؤدى فى النهاية إلى تفكك وإضعاف المجتمع كله، وبما أن الطلاق هو أبغض الحلال عند الله عز وجل، لذا ينبغى أن تتضافر كل الجهود من جانب أجهزة الدولة كافة، وأن تًُنشأ هيئة وطنية عليا رفيعة المستوى، للتوصل سريعًا إلى حلول جذرية ومتكاملة للحد من نسب الطلاق، كما يتعين على المستوى التشريعى سرعة الانتهاء من التعديلات المستهدف تطبيقها فى قانون الأحوال الشخصية الجديد، مع ضرورة تفعيل دور وحدة «لم الشمل» التابعة للأزهر الشريف لتقريب وجهات النظر بين الزوجين، ومساعدتهم فى حل مشاكلهم قبل أن تتفاقم وتصل إلى طريق مسدود.. وتحيا مصر.