الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
كلمة و 1 / 2.. (السح الدح امبوه)  من عدوية إلى عبدالحليم!

كلمة و 1 / 2.. (السح الدح امبوه) من عدوية إلى عبدالحليم!

كل من تعاطى مع (الميديا)، يدرك أن اللحظة الساخنة والصاخبة بالأحداث غالبًا ما تأخذ كل طاقتنا، ونادرًا ما نجد متسعًا من الوقت لكى نقلب صفحات حياتنا، قبل أن يطويها النسيان، كثيرًا ما نتكلم عن الماضى بفخر واعتزاز، ونعتقد أنه فقط منبع الجمال والصدق، ثم تكتشف أن عشرات من البرامج التى يتم تداولها عن الماضى، عبر (اليوتيوب) تحوى عشرات من الحكايات المختلقة.



قبل أشهر قليلة غادرتنا المطربة الكبيرة نجاح سلام، توجهنا جميعًا للأرشيف، لم نجد إلا شذرات، وبعضها قد يحمل أسئلة أكثر مما يقدم إجابات، هل مثلا قلنا لها فى سنواتها الأخيرة، ونحن نتابع انسحابها التدريجى من الحياة الفنية (شكرًا)، ظلت نجاح تغنى حتى بعد ارتدائها الحجاب، وأعادت ترديد جزء من رصيدها الساحر، الذى يفيض بهجة وسعادة.

كانت نجاح حريصة أن تحلق عربيًا بجناحين، هما النغمة واللهجة اللبنانية موازية للنغمة واللهجة المصرية، تجمع بينهما ويصدقها الناس، وهى تغنى فى مصر للملحن العبقرى الذى تفيض موسيقاه بسحر بلد الأرز فيلمون وهبة، أو وهى تغنى فى لبنان برصانة وشرقية ومصرية رياض السنباطى.

كُثر قالوا إنها حفرت شريان حبها فى قلوب المصريين بعد أن غنت قبل 70 عامًا (يا أغلى اسم فى الوجود يا مصر) والتى أعاد غناءها قبل سنوات المطرب الإماراتى حسين الجسمى، والحقيقة أن نجاح سلام سكنت قلوب المصريين قبل ذلك، بصدقها وهى تغنى باللهجة اللبنانية (برهوم حاكينى).

فى الستينيات حقق المطرب السورى فهد بلان نجاحًا طاغيًا مصريًا وعربيًا وهو يغنى باللهجة والنغمة السورية، وهو ما تكرر مع كاظم الساهر فى التسعينيات وهو يغنى باللهجة العراقية.

أظنها لا تفرق معك مثلاً أن تعرف أن فريد الأطرش، حمل أربع جنسيات عربية، سوريا وهى بلد الميلاد، ولبنان ومصر والسودان، لم يكن بحاجة إلى وثيقة رسمية يحملها فى يده ليُسمح له بالدخول.

هل استطعنا توثيق حياة كل هؤلاء؟ بين الحين والآخر، أقلب صفحات قديمة، وأكتشف أن حتى ما قاله بعض الكبار ومسجل فى حضورهم وبلا (مونتاج)، ليس هو بالضبط الحقيقة، أحيانًا تجد الشخصية العامة، مثل أى إنسان، يضطر لحذف معلومة أو تغيير وثيقة، ستكتشف أن تاريخ الميلاد هو أكثر الإجابات التى يتم التلاعب فيها.

هؤلاء الكبار وثقنا جزءًا من حياتهم، بينما فى هذا الزمن، يغادرنا المبدعون تباعًا، والكثير من تفاصيل حياتهم، تضيع فى زحام الافتراء والحكايات المختلقة، التى صارت مع الأسف هو العنوان.

سعدت جدًا عندما علمت أن برنامج (كلمة أخيرة) تقديم لميس الحديدى سوف يقدم حلقة تذكارية عن المطرب الشعبى الكبير أحمد عدوية الذى ملأ حياتنا ولا يزال إبداعًا، نعم نهديه الآن وردة، ونوثق حياته منذ أن غنى «السح الدح امبوه» ورددها بعده فى حفل خاص داخل فندق الشيرتون عبدالحليم حافظ ، وتلك حكاية تستحق أن تُروى بتفاصيلها!