الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
كرامة «الكوميديا»

كرامة «الكوميديا»

شملتنى سعادة غامرة عندما قرأت منذ أيام خبرًا صحفيًا عن إطلاق اسم أمير الضحك.. الرمز الفنى البديع والملك المتوج على عرش الكوميديا «عادل إمام» على أحد المحاور بشارع صلاح سالم تكريمًا لرحلته الفنية الطويلة المبهرة والتى حقق من خلالها إنجازات عظيمة فى السينما والمسرح والتليفزيون.. فصار رمزًا مدهشًا لا يبارى فى تاريخ مصر الحديثة.. واعتذارًا واجبًا عن الإهانة البالغة والازدراء المقيت والتراجع المؤسف والمستوى المزرى لذلك الفن العظيم «فن الكوميديا» الراقية المحتوى والقيمة والأهمية والتى كنا نفتخر بأننا مصدروها وصنّاعها الكبار باعتبار أننا شعب يتمتع ببراعة صياغة النكات والأطروفات والمفارقات الضاحكة.. ويطارد العبوس والحزن والاكتئاب ويحتشد بحب الحياة ونبذ اليأس والإحباط وغدر الزمان.. ومقاومة القنوط والمآسى والجهامة.. ويحتفل بالأمل والإشراق والتمنيات المزهرة.



تدنت الكوميديا وصارت نوعًا من الزغزغة السخيفة وتريقة الجالسين فى المقاهى الذى يحتوى حوارهم على قفشات فجة أو إفيهات غليظة تمثل نوعًا من التلاسن والتناجز بالألفاظ الفظة.. ومواقف التهريج السطحى التافه التى لا تعالج موضوعًا اجتماعيًا أو تطرح قيمة تستحق التأمل أو النقاش أو تهدف إلى معالجة قضية تهم الناس.

لقد كان عادل إمام فى مسيرته الحافلة الذى أصبح بموجبها منذ الستينيات من القرن الماضى ومنذ بدايته المبشرة بنجم مبهر يكمل مسيرة الرواد.. زعيمًا للمقهورين والمهمشين وأبناء الفقر.. وأحزان ومعاناة وسخريات الباحثين عن سكن آدمى يؤويهم ولقمة عيش يلتقطونها عنوة من زمن ضنين.. وكان قادرًا على انتزاع ضحكاتهم فى مدائن البكاء.. ومن رحم الأيام الصعبة.. وموهوب فى مزج المرح الخلاب بخبزهم اليومى المبلل بالخوف والجزع والدموع فيحملونه على الأعناق يحمونه فى حدقات العيون ويبايعونه ملكًا متوجًا على عرش البهجة والأمل فى عصر القنوط والكآبة بأعماله (الإرهاب والكباب – المنسى – طيور الظلام – اللعب مع الكبار – حب فى الزنزانة – بخيت وعديلة – الأفوكاتو – النوم فى العسل – المشبوه – أنا فين وأنت فين – شاهد ماشفش حاجة.. إلخ).

إن مبادرة تكريم الزعيم بتدشين اسمه على محور.. هو تكريم لفن الكوميديا الحقيقى الراقى.. واعتذار عن إهانته.. وصون لكرامته.