الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
الاشتراكية الكروية

الاشتراكية الكروية

مما لا شك فيه أن مفارقات الواقع المعاش تتجاوز كثيرًا خيال مؤلف سيناريوهات الأفلام السينمائية والمسلسلات التليفزيونية فى ابتداع المفارقات الكوميدية.. والأمثلة على ذلك كثيرة فى جميع المجالات، منها مجال كرة القدم.. ويتضح ذلك جليًا فى أداء العبقرى مخترع شعار التدوير، ذلك الشعار الذى ما إن لوّح به «كولر» مدرب النادى السويسرى الجهبذ حتى تبناه الجميع ابتداء من المعلقين والخبراء والمحللين الكرويين فى جميع وسائل الإعلام فتأثرت به الجماهير الغفيرة من عشاق النادى الأهلى الذين آمنوا أن هذا التدوير الجهنمى هو الوسيلة السحرية المدهشة لإحراز البطولات المتعاقبة التى يخوض غمارها فريق الكرة الأهلاوى.. فتكمن المفارقة الأولى فى هزيمة الفريق وخروجه من المنافسة فى أول بطولتين آخرهما «صن داونز».



المفارقة الثانية أنه باسم ذلك التدوير الجهنمى سعى إلى تحقيق صفقات من لاعبين لإنجاز هذا الهدف النبيل فإذا به يختار عناصر متواضعة المستوى بمقابل ملايين دولارية باهظة بل إن أحدهم يعانى من العجز التام عن الحركة داخل وخارج الملعب والمدهش أنه يفضلهم عن قامات رفيعة من اللاعبين الأفذاذ الذين حققوا نجاحات رائعة وسجلوا أهدافًا مبهرة فى هذا الموسم والمواسم السابقة.. وأصبح يخرجهم من الملعب بطريقة مهينة، حيث يتعمد ذلك معهم وهم فى أوج تفوقهم بصلف غريب، خاصة إذا نجح أحدهم فى تسجيل هدف الإنقاذ عملًا بمبدأ إذا نجح مهاجم فى أحراز هدف أخرجه فورًا من الملعب بل يحرمه من اللعب فى المباراة التى تليها على طريقة النازى «جوبلز» المستشار الإعلامى لـ«هتلر»– أثناء الحرب العالمية الثانية– والذى كان يرفع شعار: عندما أسمع كلمة ثقافة أخرج فورًا مسدسى.

والمفارقة الثالثة تتمثل فى موقف هزلى غريب الشأن فهو يعاود الاستعانة ببعض الذين استبعدهم من هؤلاء اللاعبين الأساسيين المهرة فى الدقائق الأخيرة من المباراة ليطالبهم بالتحول إلى «حواة» لينقذوا ماء وجهه بتسجيل الأهداف المرجحة للنتيجة.. وهكذا فهو يبدأ فى تشكيل المباراة بالكومبارس.. ثم يعاود استبدالهم بالنجوم بينما المباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة.. وكأنه يعاقبهم وينكل بهم ويسعى إلى حرقهم رافعًا شعارًا زائفًا هو «المساواة الاشتراكية» بين الأساسيين والاحتياطيين، ومن ثم فقد أفقد النجوم ثقتهم فى قدراتهم الفنية وعدم إحساسهم بالأمان.. وبدأوا فى التذمر ورغبة أكثرهم فى الرحيل عن النادى.. بالإضافة طبعًا إلى تراجع نتائج الفريق.. وهبوط مستوى الأداء.. بينما المدرب العبقرى يبحث من جديد عن صفقات أخرى سادرًا فى غيه.

ولا عزاء للجماهير.