الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
أنا وقـلمى .. ناخب المستقبل

أنا وقـلمى .. ناخب المستقبل

أُتيحت لى فرصة حضور انتخابات مجلس النواب فى الولايات المتحدة الأمريكية فى نوفمبر «2014»، وكانت لنا زيارات لبعض اللجان الانتخابية فى واشنطن دى سى، وفرچينيا، والتى فاز فيها الجمهوريون وانتزعوا السيطرة على مجلس الشيوخ ورسّخوا غالبيتهم فى مجلس النواب.. وأكثر شىء لفت نظرى فى هذه الانتخابات- خلاف ارتفاع نسب المشاركة- هو إقبال الناخبين على اللجان فى شكل أُسَرى جميل، يضم الأب والأم والأولاد، حتى ولو كان الأبناء فى سن لا تسمح لهم بالإدلاء بأصواتهم، وكان يوجد على جبين كل طفل وطفلة ستيكر كُتِب عليه «Future Vote» فى أسلوب إيجابى لتعليم وتعويد الأطفال على ثقافة أهمية المشاركة فى الانتخابات منذ الصغر، علاوة على أنهم يسمحون لهم بوضع علامة أمام اسم أو رمز المرشح الذى يريده الأب أو الأم.. هذا المشهد الرائع كان حاضرًا فى جولات تصويت المصريين فى الخارج فى الانتخابات الرئاسية المصرية لاختيار رئيس مصر للسّت سنوات المقبلة، وهو ما يقودنا إلى فكرة كيفية إعداد الناخب المصرى المستقبلى.. وأعتقد أن أهم مُعلم وداعم لتحقيق هذه الفكرة هو الأسرة أولًا- خصوصًا الأم- فهى ليست مسئولة عن إعداد أبنائها لهذه العملية فحسب؛ ولكنها مسئولة أيضًا عن حث كل المحيطين بها- من إخوة وأخوات وأصدقاء وصديقات وزملاء وزميلات فى العمل، والجيران- للنزول لممارسة حقهم الانتخابى، وهذا يتطلب من جميع أجهزة ومؤسّسات الدولة دعم وتوعية المرأة المصرية بهذا الدور العظيم.. ولا يفوتنى هنا أن أُشيد بإيمان القيادة السياسية المصرية الحالية بأهمية دمج المرأة المصرية سياسيًا واجتماعيًا وثقافيًا على جميع المستويات.. والمَدرسة ثانيًا عن طريق إدخال مادة جديدة عن المشاركة السياسية ضمْن المناهج الدراسية، مع إجراء محاكات على غرار إنشاء برلمانات وإشراك الطلبة فى مجموعات كالأحزاب، وكما يقولون إن التعليم فى الصغر كالنقش على الحَجَر.. وثالثًا لا بُدّ من قيام الأحزاب السياسية، والنقابات والمنظمات الأهلية والجامعات بالتوعية بالعملية الانتخابية.



وفى الندوة التى أقامتها كلية الدراسات الإفريقية العليا بجامعة القاهرة العريقة منذ أيام تحت عنوان «إنزل- شارك» لطلابها خير مثال؛ حيث حرصت الجامعة على توعية الطلاب وحثهم على المشاركة فى الانتخابات الرئاسية والتى تُعَد واجبًا وطنيًا، واستحقاقًا دستوريًا يتطلب مشاركة الجميع من أجل صناعة مستقبل أفضل.. ورابعًا لا بُدّ من أن يكون للإعلام دورٌ مُهم فى التوعية بضرورة المشاركة السياسية؛ خصوصًا فى هذه المَرحلة الحاسمة التى يمر بها الوطن.

الغرضُ من كل ما سبق هو التأكيد على دَور جميع فئات الشعب المصرى فى هذا الاستحقاق المهم؛ خصوصًا الشباب باعتبار أنهم الشريحة الأكبر والأكثر تأثيرًا فى المجتمع المصرى، مع ضرورة التأكيد على أن دَور الشباب فى جميع أى استحقاق انتخابى لا يقتصر على المشاركة الشخصية الفاعلة فقط؛ وإنما يجب أن يمتد ليشمل تحفيز الأسرة كلها للمشاركة، وتوعية وتحفيز الآخرين، وتعريفهم بأهمية هذا الواجب الوطنى لحماية أمن مصر القومى، من خلال تحلّى الشباب بالثقافة الانتخابية، واستعدادهم لقيادة الوطن فى المستقبل.. وتحيا مصر.