الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
(البحر الأحمر).. المرأة والسينما!

(البحر الأحمر).. المرأة والسينما!

 38 مُخرجة شاركن فى مهرجان (البحر الأحمر) فى الفعاليات الرسمية المختلفة، طبقًا لإحصاء نهائى، أصدرته إدارة المهرجان.



كثيرًا ما أصبحت المهرجانات تتنافس فيما بينها على عدد المشاركات النسائية، وهو ما دفع (البحر الأحمر) لإقامة ندوة خاصة عن المرأة والسينما.

لم ألمح مُخرجة مصرية بين المشاركات، فى الأفلام، وهو ما ينبغى ألا يمر بهدوء، مؤكد أن لدينا مشكلة، مؤكد أيضًا أننا نملك الحل؛ على شرط أن نعترف أولاً بوجود مشكلة، وألا يمر الموقفُ ببساطة، مع الأسف أصبحنا نتعامل فى مثل هذه الأمور ببساطة.

 وكالعادة لدينا نجمات نتشرف بوجودهن فى العديد من المهرجانات مثل نبيلة عبيد ولبلبة ويسرا وليلى علوى وهالة صدقى وإلهام شاهين وأمينة خليل وشيرين رضا وياسمين صبرى وسلمى أبو ضيف وغيرهن، وأعتذر عن السهو؛ لأنه قطعًا غير مقصود.

السينما المصرية لم تكن فى أفضل حالاتها هذه الدورة، ولا الدورة الماضية.. أتحدّث عن هذا المهرجان وغيره من التظاهرات السينمائية المهمة، حتى داخل مصر، وهى معضلة أصبحنا نواجهها، فى السنوات الأخيرة، ولولا عدد من المغامرين الشباب الذين شاركوا فى المهرجانات الدولية بجهودهم الذاتية وحصلوا أيضًا على جوائز، هؤلاء يستحقون منّا كل مَحبة واعتزاز؛ لأنهم عشقوا السينما وامتلكوا شفرة التواصُل مع المهرجانات الدولية، ونال بعضهم ضربات تحت الحزام من عدد ممن يعملون فى الدائرة.

السينما المصرية قامت على أكتاف النساء، وهو استثناء فى العالم كله، الذى عرف أولاً الرجال.

ولدينا فيلم تسجيلى اسمه (ست الستات)، مقصود بالرقم الرائدات (السّت) عزيزة أمير وبهيجة حافظ وآسيا داغر وأمينة محمد وفاطمة رشدى ومارى كوينى.

مغامِرات أخرجن أفلام السينما الأولى حتى لو تشكك البعض فى هذه المعلومة، وقال إن بعض الرجال مثل وداد عرفى واستيفان روستى ومحمد كريم وغيرهم، ساعدوهن من الباطن، إلا أن هذا لا ينفى عنهن فضيلة المُغامرة.

مهرجانات الدنيا حاليًا تتفاخر بالمرأة وإنجازها.. وهكذا فى كل عام مهرجان (برلين)؛ خصوصًا الخمس عشرة دورة الأخيرة، يعلن باعتزاز أن عدد المخرجات فى المسابقة الرسمية قد تجاوز 40 فى المائة من الأفلام، ولا أستبعد فى القادم من الدورات أن يصبح نصيب الرجل 40 فى المائة!!.

ألغى (برلين) أيضًا، منح جائزة التمثيل النسائى أو الرجالى، واعتبرها جائزة مطلقة فى التمثيل يحصل عليها رجل أو امرأة، وبالفعل حظيت امرأة مرتين بالجائزة، استندت إدارة المهرجان إلى أن هناك جائزة إخراج أو سيناريو ولا يوجد فيها تصنيف نوعى فكيف فقط يتم التصنيف فى التمثيل؟!.

(برلين) منفردًا وحتى الآن هو فقط الذى حطم الخط الفاصل بين المرأة والرجل فى عالم التمثيل، بينما- مثلاً- (كان) و(فينسيا) لم يخترقا أبدا هذا الخط، وأقدم مسابقة فى العالم (الأوسكار) لم تلغ هذا التصنيف.

مصر لديها عدد من المُخرجات المبدعات، ساندرا نشأت وكاملة أبوذكرى وهالة خليل وآيتن أمين ونادين خان ومها أبوعوف وغيرهن.

أغلبهن حاليًا مبتعدات بحُكم الظرف الإنتاجى القاهر، ولكن لدينا أمل أن تتمكن السينما المصرية من عبور تلك الكبوة التى لا تفرّق بين رجل وامرأة، ودعونا ننتظر، والخطوة الأولى هى ألا نكابر ونعترف بوجود أزمة، شاهدناها واضحة فى مهرجان (البحر الأحمر)، ويقينًا لدينا الحل!