الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
المجد «للخوارزميات»

المجد «للخوارزميات»

«هذا زمن الحق الضائع»، وبناء عليه فإن «من عرف الحق عز عليه أن يراه مهضوما».. ومن ثم فقد احتشد الفضاء الإلكترونى المهيب الخاص بعالم «الفيسبوك» الافتراضى العتيد بتعليقات نارية من جماهيره الغفيرة متصلة بقضية معاصرة على جانب كبير من الأهمية بدأت بطرح سؤال استنكارى يشى باستهجان ساخر هو هل يحق لأشاوس وقادة وأباطرة «الفيسبوك» التحكم الذميم فى أن يختاروا بالنيابة عن جحافل قوى الشعب العريضة التى تشارك بصفحاتها المرئية فى النضال اليومى بآرائهم وحواراتهم واشتباكاتهم البراقة والمثمرة، هل من اللائق أن يحددوا لهم أصدقاءهم.. وحجب الآخرين فى إطار الخوارزميات المتطورة.. حفاظا على شيوع الفضيلة التى تبكى وتنتحب من جراء الانتهاك الدائم لقدسية القيم والمبادئ.. وحفاظا على الأخلاق المرعية الحميدة وحماية للمشاعر المرهفة والمقاصد النبيلة وصونًا لأسرار البيوت وعفة الفضليات.



هذا وقد سمح هؤلاء الديمقراطيون الأجلاء بهامش من المشاركة الودودة فى بيان رقيق العبارة عن اقتراح بتعليق سريع ولو بكلمة واحدة بالموافقة مثل «المجد للخوارزميات» أو «نموت نموت وتحيا الخوارزميات» أو الرفض المهذب مثل «ليس بالخوارزميات يحيا الإنسان».. والحقيقة أن ردود الأفعال المختلفة على هذا القرار «الخوارزمى» تشعبت وامتدت وتحولت إلى جدل «هيجلى» نسبة إلى الفيلسوف «هيجل» ومثلثه الشهير حول أهمية طرح وجهة النظر وعكسها سعيا لمحصلة الصراع المحتدم بوجهة نظر جديدة.. وتحول الجدل إلى معارك مستعرة.. والمواجهات بين الرافضين والمؤيدين إلى خلافات وأزمات مستحكمة وانقسام حاد بين فريقين.. فريق يقر بحتمية تطبيق «الخوارزميات» الرادعة.. فالقضية أصبحت - نتيجة لفوضى وعشوائيات الحسابات الهائلة غير المنضبطة - قضية أمن قومى يستلزم التدخل الصارم.. وفريق آخر يرى أن هذا القرار القمعى يصادر حرية الرأى والتعبير ويفرض الوصاية الذميمة.. والرقابة المكروهة ويمس حقوق الإنسان.. ويمثل ردة حضارية.. فريق ثالث لا يعنيه الأمر بتاتا البتة لأنه يؤمن بعبثية الوجود البشرى والسقوط فى العدم والفناء والتحاشى.. ولا معقولية الصراع المحتدم بين الأيديولوجيات المختلفة.. ووجودنا الذى يسبق ماهيتنا وليس العكس كما أعلن «سارتر» فى فلسفته العميقة.. فالإنسان محكوم عليه بالظلم «الميتافيزيقى».. والكل باطل وقبض الريح.. «إن الجحيم هو الآخرون».

وسلام عليك عالمنا الكبير «أبو جعفر محمد بن موسى» مبتكر «الخوارزميات المجيدة».