الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
محمود عبدالعزيز الوهج البراق

محمود عبدالعزيز الوهج البراق

«محمود عبدالعزيز» (4 يونيو 1946 – 12 نوفمبر 2016) هو إحدى الجواهر الغالية فى تاريخ السينما المصرية المعاصرة الذى يشع وهجاً براقاً فى التعبير والتقمص وكل مهارات الإبداع وكل تعبيرات وجهه الفياض بالمشاعر العميقة والأحاسيس الفوارة بالمعانى والدلالات التى يصوغها فى كل مشهد وفى كل لقطة وابتسامة ولمسة ولمحة ونظرة على الشاشة وقد استطاع أن يقدم مجموعة كبيرة من الأدوار المتباينة والمتنوعة والمختلفة.. ولم يقع بالتالى فى براثن نجومية «الجان بريميير» ذات المواصفات الخاصة والمتكررة.. فمن ينسى شخصية «الشيخ حسنى» فى فيلم «الكيت كات» الذى كتب له السيناريو والحوار وأخرجه «داود عبدالسيد».. إنه ذلك الأعمى صاحب البصيرة النافذة والمتأملة والمتفلسفة والتى ترفض الاعتراف بفقدان البصر باعثاً على البهجة الممزوجة بالأسى والتى تمثل شاهداً على عبثية الحياة وعدم معقوليتها.. ومن ينسى الثلاثية الرائعة التى عزف فيها ثلاث شخصيات آسرة فى ثلاثة أفلام من كلاسيكيات السينما المصرية من تأليف «محمود أبوزيد» وإخراج «على عبدالخالق» هي «العار» و«الكيف» و«جرى الوحوش».. ثم ينتقل إلى «الفانتازيا» التى تبتعد عن أساليب الدراما الواقعية المعتادة والتى كان يجسد التعبير عنها المخرج والسيناريست الكبير الراحل «رأفت الميهى» والتى تعنى بتقديم رؤية جديدة ومختلفة لواقع موازٍ أو بديل فى إطار كاريكاتير درامى ذي أبعاد فلسفية عميقة وذلك من خلال بطولة أفلام «سيداتى أنساتى» و«السادة الرجال» و«سمك لبن تمر هندى».. وقد استطاع «محمود عبدالعزيز» تجاوز تلك الأطر الواقعية والتقليدية ليقدم رؤية ساخرة ذات مذاق خاص.. بل إنى أزعم أنه استطاع بمقدرة عالية ألا يفقد بسبب غرابة الشخصيات واختلافها عن المعتاد والمألوف من الأنماط التى تعج بها السينما المصرية جمهوره من البسطاء وغير المثقفين.



أما أهم وأبرز أدواره فى التليفزيون فقد كان مسلسل «رأفت الهجان» الذى كتبه «صالح مرسى» وأخرجه «يحيى العلمى».. والحقيقة أن الأداء المبهر للراحل الكبير كان حصاداً لمجهود كبير قام به الفنان فى دراسة الشخصية بأبعادها المختلفة النفسية والاجتماعية وعلاقتها بالمرحلة السياسية التى يمر بها الوطن وجاءت هذه الدراسة من خلال القراءة الجادة ليس فقط للرواية المطبوعة أو السيناريو ولكن لعدد كبير من الكتب السياسية التى تؤرخ لهذه الفترة من حياة مصر.. وعند وفاته كان نص نعى المخابرات العامة هو «المخابرات العامة تنعى بمزيد من الحزن والأسى الفنان الكبير «محمود عبدالعزيز» الذى أثرى بفنه العديد من الإبداعات وجسد بصدق بطولات أبناء الوطن عبر إخلاصه وقدرته العظيمة».

رحم الله الفنان الكبير الذى عاش ليقدم لنا فناً راقياً فى الذاكرة.. عميقاً وطريفاً وجميلاً.. لم يتنازل فيه تنازلاً واحداً نحو سينما رخيصة أو دور تافه.