الأحد 5 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
كلمة و 1 / 2.. (ماما نجوى)  جمال عابر للزمن!

كلمة و 1 / 2.. (ماما نجوى) جمال عابر للزمن!

من أجل تحقيق (التريند) أصبح هناك متخصِّصون فى استخدام أقصى وأقسى الكلمات التى تحمل كل التجاوزات، وبلا سقف، هدفهم الاغتيال الأدبى، طالما أن الاغتيال المادى غير متاح، يتوجهون بقذائفهم التى تهتك الأعراض، وتنال من الشخصية العامة، وبعد لحظات من جريمتهم تكاد ترى وتسمع ضحكاتهم، وهم يتابعون  الضحية.



كم تمنيت ألا تعرهم الإعلامية والفنانة القديرة نجوى إبراهيم أى قدر من الاهتمام، تلك هى خطتهم وهذا هو رهانهم الشرير، ما جعلنى بَعدها أشعر بالتوازن، هو فيضان الحب الجارف الذى استقبلت به الجماهير (ماما نجوى)، عندما استشعروا، أن هناك مَن يحاول المساس بها.

العطاء الفنى والفكرى لا يعرف سِنًّا للتقاعد، المُخرج والممثل العالمى كلينت إيستود 93 عامًا لا يزال يقف أمام وخلف الكاميرا مُخرجًًا ومُمثلاً وكاتبًا ومُنتجًا، ولم يطلب منه أحد التقاعد، المهرجانات تترقب كل جديد يقدمه، والجمهور لا يزال على الخَط.

قرأت نجوى على صفحتها وعبر الواتساب كلمات من نوعية «ح تخدى زمنك وزمن غيرك».

وبَعدها لم تتوقف (الميديا) عن توجيه كلمات الحب والعرفان لها، الكل ينعتها بلقبها الأثير (ماما نجوى)، أكثر من مذيعة ومن مختلف الأجيال روت لى نفس الحكاية، أنها التقت صُدفة فى (الأسانسير) داخل مبنى (ماسبيرو) بنجوى إبراهيم، فقالت لها (ماما نجوى)، ثم تأسفت قائلة: (عفوًا مدام نجوى)، بينما نجوى يزعجها الاعتذار فهى تعتز أنها (ماما نجوى)، وعندما رويت لها هذه الحكاية قالت لى، أقرب وأحب صفة خرجت بها من المشوار هى (ماما)، وعندما يلتقينى إنسان مَهما بلغ عمره ويقول: (ماما نجوى)، أشعر أنه يمنحنى أعلى درجات الحب والتقدير، حب الأم هو ذروة المَشاعر.

حالة الوهج التى حققتها، نجوى إبراهيم وحضورها منذ منتصف الستينيات عبر الشاشة الصغيرة دفع كبار المخرجين للعمل معها فى السينما، وأولهم يوسف شاهين فى (الأرض)، وكتب اسمها فى (الأفيش) نجوى، سابقًا الجميع، حتى العمالقة أمثال يحيى شاهين ومحمود المليجى وعزت العلايلى.

النجومية منحة إلهية، لا يمكن تقنينها بالجمال، الجمال فقط أحد العناصر، إلا أن وهج الحضور له مواصفات أخرى.. وهكذا كان نصيب نجوى إبراهيم من الحضور وفيرًا.

لا تزال تقف خلف الميكروفون وأمام الكاميرا، تعيش الحياة بكل تفاصيلها، فى حالة من الإبداع.

مرّات قليلة التقيتُ نجوى إبراهيم، والصفة التى تلازمها هى الجمال، جمال الوجه والروح والعقل، وجه جميل تضيئه الجاذبية، وروح تفيض بوميض الرضا، وعقل يقظ متابع لكل مفردات الحياة.. وهذا هو ما أسكنها على مدى 60 عامًا حدقات العيون ونبضات القلوب.. إنها المعادلة الثلاثية التى يكمن فيها سر سحر (ماما نجوى)، العابر للزمن!