السبت 18 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
«التدوير» الاشتراكى العظيم

«التدوير» الاشتراكى العظيم

نحن شعب «المُسَلّمات» التى تبدأ بأكذوبة أو شائعة أو فهم مغلوط أو تصور غير منطقى وتصير تراثاً وحقيقة ساطعة تستقر فى ضمير وعقل وقناعات الناس على اختلاف ثقافتهم ومعارفهم.. والأمثلة على ذلك لا تعد ولا تحصى فى جميع المجالات الفكرية والفنية والرياضية.. فمثلاً فى إطار كرة القدم تباغتنا أوصاف ومسميات وتعبيرات وشعارات متعددة تتحول إلى يقين ثابت وراسخ لا يقبل الجدل.. وتجرى عليه ألسنة العامة والمشجعين نقلاً عن وسائل الإعلام الرياضية وتصريحات المعلقين ومقدمى البرامج الكروية بل وخبراء اللعبة.. وتنتشر انتشاراً مدوياً بين الجميع.. فمثلًا ذاع صيت مصطلح «الاستحواذ» باعتباره يميز الفريق الأفضل فى المباراة الذى يصبح هو المرشح للفوز الساحق بالمباراة.. وهو الذى يحصد عدداً أوفر من التمريرات بين لاعبيه بالمقارنة بالفريق الآخر.. ويهللون مبشرين الجماهير بذلك.. ثم تكون المفاجأة بحصول الخصم فى النهاية على نقاط المباراة الثلاث ذلك لأنهم كانوا الأخطر على مرمى «المستحوذ الجبار».. فالاستحواذ الأكثر لا قيمة له دون فاعلية هجومية.. وتلك بديهية.



مثال آخر حديث ينسب إلى الجهبذ «كولر» مدرب الأهلى الذى رفع شعار «التدوير» والمقصود به التعاقد مع وفرة كبيرة من اللاعبين المحليين والأجانب وبمبالغ هائلة وعدم الاهتمام بثبات التشكيل.. رافعاً شعاراً آخر أنه لا يعترف بنجومية اللاعب فالكل سواسية داخل البساط الأخضر.. ولا بد من إعطاء الفرصة للجميع لتحقيق الهدف الأسمى وهو «التدوير العبقرى» وأصبح من المعتاد والسائد أن يخرج من الملعب لاعباً كبيراً مبهراً سجل هدفاً أو اثنين فى المباراة ويستبدله بآخر احتياطياً متواضع المستوى، بل يحرم النجم من اللعب فى المباراة التى تليها.. ويكرر ذلك دائماً مع الآخرين.. وهكذا أصبح الأساسيون كومبارس.. والاحتياطيون بدائل دائمين.. و«كلنا سيد فى ظل التدوير» ونجوم تحت لواء العدالة الاجتماعية الكروية.. فتراجعت النتائج وتذمر النجوم المستبعدون.. وبدأوا فى التفكير فى الفرار.. والمدرب الكاره للنجوم سادر فى غيه من أجل «التدوير الاشتراكى العظيم» وما زالت الجماهير تهتف «المجد للتدوير».