الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

زينب بنت جعفر

زينب بنت جعفر هى البطلة الرئيسية فى مسلسل (الشهد والدموع) فى أجزائه الاتنين، وجسدتها عفاف شعيب بشكل يجعلنا لا نعلم أنه تمثيل ونعتقد أنه دور حقيقى.



المسلسل اتكلم عن صراع بين أخّين لتاجر كبير هو الحاج رضوان اللى كان عنده ولاد من ضمنهم ولدين همّا حافظ وجسّده يوسف شعبان، وشوقى وجسّده محمود الجندى.

بيموت شوقى وبيستولى حافظ على ورث أخوه لتعيش زوجته وأولاده فى ظلم بيولد فى قلبهم كره وروح انتقامية شديدة ناحية عمّهم والمحرك الأساسى له فى الخطط الشيطانية «دولت» اللى قامت بدورها نوال أبو الفتوح.

المسلسل كان عميق ومش مثالى بالمعنى المفهوم والمعتاد وكانت رؤية المتميز والعبقرى أسامة أنور عكاشة واقعية فى معظم الأحداث (بكرر معظم الأحداث) وعكست نفوس الناس فى المسلسل كما هى فى الحياة بين شر وخير بيتقلبوا بينهم وبالطبع لازم ينتصر الخير لأنه مسلسل ومش عايزين نزعّل المُشاهدين.

لما شفت المسلسل ده وأنا صغيرة قبل ما أتعلم عن الحياة وعن الناس اللى اتعلمته دلوقتى كنت شايفاه مسلسل جميل وأرسى واقع أن الخير بينتصر ولو بعد حين.

بعد ما كبرت ونضجت وفهمت أكتر عن الحياة والناس أقدر أقول بكل ثقة أنه مسلسل مثالى وأن الدنيا الحقيقة مش كده.

لو بصينا لزينب مثلًا- هى دورها الأساسى فى المسلسل أنها أم مكافحة عملت كل اللى تقدر تعمله علشان ولادها لكنها مع إنها طلعتهم خريجى جامعات ومتفوقين من الناحية التعليمية إلا أنهم نفسيًا مكانوش أسوياء.

 ورثوا الحقد والغّل من تجربة أمّهم وكان طول الوقت شغلها الشاغل أن ولادها يبقوا أحسن من ولاد عمّهم مش أحسن علشان لنفسهم.

فى حين «دولت» مِثال الشر فى المسلسل ربت بنتها بشكل متزن نفسيًا وطلعت دكتورة فى الجامعة، مكسرهاش غير ابن عمها.

أمّا آخر مشهد فى المسلسل ده كان فى كوم لوحده، مثالى جدًا ولا يمكن تصديقه- مشهد دراميًا جميل وعبقرى وفيه رمزية للبيت الكبير اللى جمعهم تانى بعد كل الصراعات والكره وحتى الفقد.

فيه بيلتفوا حوالين السُّفرة ويَقروا الفاتحة للحاج رضوان وتقف زينب بنت جعفر بكل إنسانية وتقول ردًا أن دولت لو هتتساب لوحدها لو بنتها قررت تسافر تيجى تعد معايا، بيت زينب يساع من الحبايب ألف، يساع ولاد حافظ مع ولاد شوقى، وهيفضل مفتوح للى حاضر ويستنى اللى غايب وفى يوم هنتجمّع كلنا ومينقصناش حد، كل اللى داق المُر واللى ختم بالشهد..  وتنزل موسيقى عمار الشريعى اللى تلمس القلب متوّجة المسلسل بنهاية سعيدة... بس للأسف ده مسلسل ونهايته مثالية وساذجة إلى حد ما وصعب تحصل فى الواقع يا ست زينب؛ لأن حتى لو اتسعت غرف البيوت لن تتسع غرف القلوب، ويبقى من داق الشهد غير من عاش مع الدموع.