الأحد 5 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
الهدف.. سيناء

الهدف.. سيناء

ما يحدث فى الأراضى الفلسطينية المحتلة من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلى ما هو إلا محاولة لتنفيذ صفقة القرن ألا وهى ترحيل الفلسطينيين وبأى طريقة إلى سيناء، وهو ما تحدث عنه صراحة الرئيس الأمريكى السابق ترامب لأول مرة فى عام 2019، وكان الرد عليه من قبل مصر من خلال وزير خارجيتها سامح شكرى فى مؤتمر المنامة بشأن الشق الاقتصادى للتقييم وليس للإقرار خاصة فى ظل اتصال دائم لمصر بالقضية الفلسطينية وإطار حلها، وإن بلاده لن تتنازل عن حبة رمل واحدة فى سيناء، وكان ذلك فى أول تعليق من القاهرة على تخصيص مشاريع فى سيناء ضمن الشق الاقتصادى من المبادرة الأمريكية للسلام فى الشرق الأوسط المسماة بصفقة القرن. وفى عام 2020 أرسل ترامب نجله للرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى وقبل أن تصل طائرته إلى نيويورك كان هناك إعلان ثانٍ واضح وصريح بأن ما تفكر به أمريكا لن يحدث ولن تفرط مصر فى ذرة من رمال سيناء لإرضاء أحد.



ويحاول جيش الاحتلال الإسرائيلى وضع الفلسطينيين فى غزة أمام خيارين إما البقاء والموت فى غزة تحت الضربات المتتالية بالصواريخ من جيش الاحتلال أو دفعهم إلى الحدود مع مصر عند معبر رفح لاقتحامه وتوطينهم فى سيناء وبذلك يكون قد تم تنفيذ صفقة القرن بإبعاد الفلسطينيين إلى أى مكان آخر ولن يطالبوا فى ذلك الوقت بأن تكون القدس عاصمة لدولة فلسطينية غير موجودة، ونفس مخطط صفقة القرن كان هو تفكير الجماعة الإرهابية ورئيسها محمد مرسى لتوطين الفلسطينيين فى شبه جزيرة سيناء، وبذلك تكون قد تم حل القضية الفلسطينية ولكن الجيش المصرى لم يمكنه من ذلك هو أو صاحب فكرة صفقة القرن ترامب.

إن مصر من المستحيل أن تفرط فى ذرة رمال واحدة من سيناء أو من أى مكان فى الأراضى المصرية بعد كل الدماء الذكية التى دفعتها مصر من خيرة شبابها فى كل الحروب، وأى اقتراب من حدودنا مع سيناء سيواجه بكل عنف وقوة، ولن تكون سيناء أو مصر هى كبش فداء لنجاح رئيس أمريكى متهم فى قضايا أو لتمديد فترة أخرى لرئيس حالى، وستشهد الأيام القادمة تصعيدًا أكبر وخطيرا فى فلسطين المحتلة من قبل كيان الاحتلال، وقد بدأت خيوطه تتضح من خلال قطع المياه عن غزة وضرب محطات الكهرباء وسيلى تلك الخطوتين بالرغم من المحاولات المصرية للتهدئة اجتياح برى لغزة لدفع الفلسطينيين إلى معبر رفح، وفى تلك الخطوة لن تقف مصر مكتوفة الأيدى، بل ستدافع عن أراضيها وسيادتها ضد أى شخص أيًا ما كان لأنها حدود وسيادة دولة، وعلى الأشقاء الفلسطينيين أن ينتبهوا جيدًا بأن يدافعوا عن أراضيهم فى داخل غزة كما بدأوا بطوفان الأقصى الذى أصاب قوات الاحتلال بصدمة لم يتوقعوها أبدًا وألا يفكروا فى حل قضيتهم بالنزوح إلى سيناء.. فلن يقبل ذلك لا الجيش المصرى ولا الرئيس عبدالفتاح السيسى ولا الشعب المصرى نفسه.

إن مصر لم ولن تتخلى أبدًا فى أى وقت عن القضية الفلسطينية، ولذلك فعلى الشعب الفلسطينى الشقيق أن يدافع عن أرضه فى غزة وأن يتفهم الموقف المصرى وما تفعله قوات الاحتلال بمحاولة الوقيعة بين الشعبين الشقيقين، دافعوا عن أرضيكم بكل ما أوتيتم من قوة حتى لو تبقى منكم جميعًا طفل وطفلة واحدة فى غزة فسوف يأتى يوم وستحصلون على حقكم، ولكن ابتعدوا عن سيناء.. فهى هدف قوات الاحتلال الإسرائيلى لإزاحتكم من أرضكم إلى أرض أخرى لتضيع قضيتكم وينفذوا مخطط صفقة القرن، وفى الوقت نفسه لن تسمح مصر بذلك وسيخرج علينا الكثير من الدول التى ستتحدث عن الإنسانية التى لا يعرفونها ويقفون ضد مصر لمجرد أنها تدافع عن سيادة أراضيها، ونحن واثقون من أن الشعب الفلسطينى لن يرضى بأن يكون فى وضع اعتداء أو طموح على أراضٍ غير أراضيه لأنه ذاق مرارة وثمن ضياع الأرض.