كلمة و 1/ 2.. حسن الإمام.. (ول.. يا.. ول)!!

احتل فيلم (خلى بالك من زوزو) للمخرج الكبير حسن الإمام المركز الثانى فى الاستفتاء الذي أجراه مهرجان الإسكندرية السينمائى الدولى لاختيار أفضل فيلم غنائى مصري، بينما حصد فيلم (الكرنك) للمخرج الكبير على رضا المركز الأول.

الغريب أن الفيلمين اختارهما مهرجان (البحر الأحمر) فى دورته الماضية لترميمهما؛ بمناسبة مرور 50 عامًا على إنتاجهما باعتبارهما من كلاسيكيات السينما العربية.. ويستحق المخرجان الكبيران، الكثير من التحليل لمنجزهما السينمائى، لكى نرفع الظلم عنهما نقديًا، ونبدأ هذه المرة بأحد عباقرة السينما المصرية حسن الإمام المخرج الأيقونة.

ول يا سينما.. ول.. ول.. ول

سينما يا سينما.. ول.. ول.. ول

قولوا معايا.. وغنّوا معايا.. وردوا معايا 

فن السينما.. ول يا ول

نادى السينما.. ول يا ول

شغل السينما.. ول يا ول

تأليف.. إخراج.. إنتاج.. ول يا ول

تصوير.. مكياچ.. مونتاج.. ول يا ول

وكلام ونكت تستاهل.. ول يا ول

أحسن بزمان.. بزمان.. بزمان.. من شغل خيال الضل

هذا الزجل من تأليف المخرج الوحيد فى تاريخ السينما المصرية الذي حمل لقبًا استثنائيًا، فأصبح اسمه الرباعى (مخرج الروائع حسن الأيام)!

إنه أكثر مبدع فى تاريخ السينما المصرية تعرّض لهجوم من النقاد، قالوا له أفلامك مباشرة وليس بها رموز وتراكيب سينمائية، أجابهم أنا أقدّم أفلامى على طريقة صلى بينا على النبى، وكمان زيد النبى صلاة، والحكاية وما فيها وبعد نهاية الحكاية أصلى على النبى وأزيد النبى صلاة، هذه هى طريقتى فى الإخراج، أمّا أسلوب (برجمان) فأنا لا أعترف به.. حسن الإمام يريد أن يصل للناس بأبسط العناصر، وليس معنى ذلك أن البساطة تتناقض مع الإبداع؛ بل هى فى أحيان كثيرة نكتشف أنها سر الإبداع!

سألوه مرة عن (الموجة الجديدة) التي تمثلت فى عدد من المخرجين الجُدُد من خريجى معهد السينما أطلقوا على أنفسهم فى الستينيات هذا التوصيف، تكونت عام 1968 كرد فعل لهزيمة 67، تمَهّل حسن الإمام لحظة، ثم قال: ذهبت إلى شاطئ البحر الأبيض المتوسط ومنه إلى شاطئ البحر الأحمر، وأخذت أفحص موجاته، موجة موجة، بحثًا عن الموجة الجديدة فلم أعثر عليها! قالوا له إننا نقصد السينما الجديدة.. أجابهم ساخرًا: نعم نعم أعرفها إنها سينما «سفنكس»، وكانت هذه هى أحدث دار عرض تم إنشاؤها تلك الأيام فى حى المهندسين!

حسن الإمام هو مكتشف النجوم يستطيع ببساطة أن يلتقط من بين العشرات الفنان الحقيقى، ويمنحه فرصة العمر.. أسماء عديدة تلمح عليها بصمته الخاصة، منهم هند رستم، حسن يوسف، زيزى البدراوى، نور الشريف، وحسين فهمى وصلاح قابيل، وبعضهم لم يمنحهم الفرصة الأولى لكنهم حققوا نجومية استثنائية فى أفلامه مثل: فاتن حمامة، شادية، كمال الشناوى، فريد شوقى، يحيى شاهين، عبدالمنعم إبراهيم، سميرة أحمد، نادية لطفى، سعاد حسنى، عزت العلايلى، وغيرهم! 

سألت المخرج الكبير عاطف سالم من هو المخرج الأول؟ قال لى أقرب مخرج لعواطف الشعب العربى حسن الإمام، إذا كان يوسف وهبى هو (فنان الشعب)، للحقيقة والتاريخ حسن الإمام الوحيد الذي يستحق هذا اللقب (مخرج الشعب).

سألت المخرج الكبير صلاح أبوسيف مَن هو مخرج الشباك؟ قال لى حسن الإمام: لا أنا ولا يوسف شاهين، الناس تقطع التذكرة عندما تقرأ اسمه ع الأفيش، فهو مخرج شباك و..!

فى نوفمبر 97 كرّمه مهرجان «نانت» فى فرنسا بعرض مجموعة من أفلامه، وكان لى شرف أن أشارك فى اللجنة التي رأسها المخرج توفيق صالح، وبين أعضائها تلميذه النجيب سمير سيف وأيضًا الكاتب عبدالحى أديب والناقدة ماجدة موريس، كان علينا اختيار عشرة أفلام من بين نحو 90 فيلمًا، وأصابتنا الحيرة ونحن نكتشف كل هذه الكنوز، وتمنينا لو كان المطلوب أضعاف هذا الرقم.

يستحق هذا العملاق احتفالية كبيرة نهتف له جميعًا أثناءها (حسن الإمام.. ول يا ول)!