الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
محمد صلاح.. كل هذا الجدل!!

محمد صلاح.. كل هذا الجدل!!

السؤال أعلاه فرض نفسه بعد المناقشات والتعليقات الكثيرة التى نشرت على مواقع التواصل الاجتماعى، عقب تسريب أخبار عن قرب الاتفاق على انتقال لاعبنا العالمى محمد صلاح من ليفربول الإنجليزى إلى اتحاد جدة السعودى، العرض المادى المقدم من النادى السعودى مُغرٍ للغاية ويسيل له لعاب أى لاعب وهو ما جعل الأغلبية تظن أن الاتفاق سيتم وأن اللاعب ونادى ليفربول سيقبلان العرض، وعلى مدى أيام تابع المهتمون بالكرة نتائج المفاوضات وكانت الأغلبية العظمى من المصريين يتمنون عدم إتمام الصفقة وأقلية ضئيلة رأت أنها فرصة قد لا تتكرر مستقبلا، ومع الإعلان عن رفض الصفقة من خلال تصريحات مدرب النادى يورجن كلوب «أن صلاح ليس للبيع»، أبدى الكثيرون سعادتهم لاستمرار صلاح فى ليفربول هذا الموسم، ولكن ما السبب فى هذا الموقف؟ الأمر لا يتعلق بدولة السعودية نفسها، ولكن هناك أسباب مختلفة منها أن صلاح يمثل للمصريين رمزًا للنجاح وتحدى الصعاب ولذلك يتمنون استمراره فى إنجلترا وتحطيمه مزيدا من الأرقام التى تجعله احد أساطير ليفربول، فقد وصل الآن إلى الترتيب الخامس فى قائمة الهدافين التاريخيين للنادى وهو مرشح للتقدم أكثر فى القائمة، ما يضعه فى المستقبل ضمن رموز النادى الإنجليزى على مر العصور، وهو أمر صعب أن يحققه أى لاعب مصرى على الأقل فى المستقبل القريب، وربما يجد المصريون فى نجاحات صلاح تعويضا نفسيا لهم عن إخفاقات كثيرة، فهو شاب عادى من أسرة ريفية بسيطة استطاع اقتحام بلاد الإنجليز ومناطحة كبار اللاعبين العالميين وهو فى ذلك يحقق أحلام الكثيرين من البسطاء الذين اعتبروه ابنهم وممثلا لهم، ويظهر ذلك فى سؤال المواطنين العاديين الذين ليس لديهم اهتمام بكرة القدم عند إذاعة مبارياته «هل أحرز صلاح أهداف؟» بجانب أن اللاعب مازال قادرا على تحقيق مزيد من الإنجازات فى الدورى الإنجليزى والمسابقات الأوروبية والتى ستتوقف إذا احترف فى السعودية، والأخيرة يمكنه اللعب بها بعد سنوات فهو إلى الآن لم يتجاوز 32 عاما فى حين أن رونالدو الذى يلعب الآن فى المملكة 36 عاما وكريم بنزيمة 35عاما، صحيح أن هناك من هم أصغر سنا يلعبون فى الدورى السعودى ولكنهم لم يحققوا نفس إنجازات صلاح، ولا ننسى أن الدورى الإنجليزى ما زال هو الأكبر والأشهر والأكثر بريقا فى العالم وان الدورى السعودى حتى الآن ورغم كل النجوم التى تلعب به هذا الموسم ليس ضمن الدوريات الخمسة الكبار عالميا، وربما يتغير الأمر والترتيب فى العام القادم إذا نجحت التجربة، وتم التعاقد مع لاعبين آخرين مستقبلا ووقتها سيكون الوضع مختلفا وربما صار الدورى السعودى قبلة لنجوم كرة القدم العالميين ومن كل الأعمار وليس كبار السن فقط، أيضا لا يمكن تجاهل إحساس المواطن البسيط أن هناك تنافسًا مصريًا سعوديًا فى العديد من المجالات خاصة فى الفن والرياضة ويظهر ذلك فى الحفلات الفنية التى تقام فى البلدين وفى المناقشات التى دارت مؤخرا حول ما هو الدورى الأشهر فى العالم العربى؟ وما هو الدربى العربى الأكبر الأهلى والزمالك أم ناديين سعوديين؟، وهو ما ألقى بظلاله وجعل البعض يتمنى عدم لعب صلاح فى السعودية الآن.



أخيرا ما حدث يلفت نظرنا إلى ضرورة تغيير فكر ومنظومة الاحتراف لدينا والقضاء على العوائق والقيود التى تضعها الأندية أمام لاعبينا وان نسمح لهم بالاحتراف خاصة فى سن صغيرة، ولو حدث ذلك لاحترف لاعبون كثر ووقتها لن يثير انتقال لاعب مثل صلاح إلى السعودية كل هذا الجدل.