الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
امتحانات القدرات هى الحل

امتحانات القدرات هى الحل

 لفت نظر الكثيرين أن كلية طب سوهاج كانت صاحبة أكبر درجات القبول بين كليات الطب فى تنسيق الثانوية العامة، وسبب الانتباه أنها نفس الكلية التى شهدت العام الماضى رسوب عدد كبير من طلابها فى عامهم الدراسى الأول، وأرجع البعض سبب هذا الفشل إلى أنها المحافظة التى شهدت أكبر نسبة غش فى بعض لجان الامتحانات بها، وأن عددًا ليس قليلاً من الطلاب الذين حصلوا على مجاميع عالية لم يكن بسبب تفوقهم وجهدهم ولكن نتيجة الغش ولهذا لم يستطيعوا أن يواصلوا تفوقهم فى الكلية وفشلوا فى أول اختبار حقيقى لهم، وفى هذا العام تكرّر من جديد السؤال ما سبب حصول عدد غير قليل من أبناء المحافظة على مجاميع عالية مقارنة بالمحافظات الأخرى؟ بالتأكيد يوجد من اجتهد وحصد ثمار جهده ولكن تظل هناك شبهات تشير إلى أن حالة الغش تكررت هذا العام أيضًا رغم كل محاولات وزارة التعليم لمواجهة هذه الظاهرة المريرة، والحقيقة أن التطور التكنولوچى ساهم بفاعلية فى انتشار الغش؛ حيث أصبحت هناك وسائل جديدة يستخدمها الطلاب وأولياء أمورهم تساعدهم على ارتكاب هذه الجريمة ومن الصعب كشفها، وقد قال لى أحد أطباء السمعيات الكبار أن إحدى المريضات شكت من متاعب فى الأذن واكتشف خلال الكشف عليها أن فى داخل أذنها سماعة غير ظاهرة، ولأنها لا تعانى من ضعف السمع فكان غريبًا أن تستعملها، ولما سألها اعترفت بأنها تضعها لاستعمالها فى الغش خلال امتحانات الثانوية ويتم من خلالها الاستماع إلى الإجابات بعد تسريب أسئلة الامتحانات إلى أولياء الأمور الذين يستعينون بمدرسين لحل الأسئلة، وفى هذا اليوم وبعد الامتحان لم تستطع إخراجها ما أدى إلى شعورها بالألم، وقالت إن عددًا من طلاب الثانوية يلجأون لهذه الوسيلة لأنها الأضمن فى عدم كشفها، وإن إيجار السماعة من أحد المحلات المتخصصة فى بيعها يصل إلى مائتى جنيه فى اليوم، والمقصود من هذه الواقعة التى حدثت هذا العام أن أساليب الغش تتطور ولا يمكن إيقافها بشكل جذرى؛ خصوصًا مع انتشار وسائل التكنولوچيا وسهولة استخدامها، وحتى لو تغيرت طرُق الامتحانات فستكون هناك أساليب للغش تتعامل مع الطرُق الجديدة، إذن ما هو الحل؟، هل نيأس ونترك الغشاشين يلتحقون بكليات القمة؟ ثم يتخرجون ويصلون إلى مناصب ليسوا أهلاً لها ولا يتمتعون بالكفاءة اللازمة للقيام بمهامها ما يؤثر سلبًا على المجتمع؟!، ولعل ما سبق يجعلنى أعيد اقتراحًا تم طرحه من قبل ورفض لأنه فى نظر الكثيرين يخل بآخر معاقل تكافؤ الفرص وهو مكتب التنسيق والذى يتم من خلاله الالتحاق بالكليات من خلال المجموع فقط دون واسطة، وأعتقد أنه آن الأوان للتفكير فيه من جديد وطرحه للنقاش الجاد، والاقتراح أن يكون الالتحاق بالكليات من خلال امتحان قدرات من يتجاوزه يدرس بالكلية التى يرغب فيها ومن يرسب يبحث عن فرصة فى كلية تتناسب مع قدراته، مع وضع شرط الحصول على حد أدنى من الدرجات لدخوله، وبهذا لن يلتحق الغشاشون بكليات القمة لأنهم لن يستطيعوا النجاح فى امتحان القدرات، أعرف أن هناك كليات يتطلب الالتحاق بها اجتياز امتحان قدرات مثل الفنون الجميلة والفنون التطبيقية، ولكن ما أقترحه أن يتم ذلك أيضًا مع كل الكليات، فهناك من تؤهله ملكاته لدراسة الطب أو العلوم أو الهندسة وهناك من تتناسب إمكانيته مع الدراسات الإنسانية والآداب والفلسفة والقانون، ومن الممكن أن يكون هذا الامتحان عامًّا على مستوى الجمهورية فى كل تخصص وليس خاصًا بكل جامعة منفردة وتحت إشراف وزارة التعليم العالى وبالاستعانة بالمتخصصين فى كل مجال، والهدف من ذلك أن تكون هناك وسيلة تجعل النجاح فى هذا الامتحان من دون غش أو تدخل أو واسطة، أعتقد أنه لو تمت مناقشة هذا الاقتراح بجدية سنصل إلى صيغة تبدد المخاوف وتجعل من هذه الامتحانات شفافة وعادلة وبها تكافؤ فرص، كما أن هذا الاقتراح يقلل من توتر الطلاب وأسرهم فى الثانوية لأنه ستكون لديهم فرصة للالتحاق بالكليات التى يريدون الدراسة بها من خلال هذه الامتحانات وليس فقط بدرجات الثانوية العامة.. لن نوقف الغش مَهما فعلنا ولكن نستطيع أن نعطى الطالب الفرصة فى دراسة ما يتناسب مع قدراته وهو ما سيكون له مردود إيجابى على المجتمع.