على البدرى
منى رضوان
على البدرى أو علشان أكون دقيقة على سليم البدرى هو أحد أهم الأبطال فى رائعة العبقرى أسامة أنور عكاشة «ليالى الحلمية».
المسلسل ده بعتبره المسلسل الكلاسيكى الأول الليّ بياخدنى فى حالة رصد بين العصور والشخصيات والأزمنة.
على البدرى هو الشخصية الأكثر قربًا لقلبى وكتير من الناس زيى بيحبوه وبيعتبروه أيقونة من أيقونات هذا المسلسل الخالد.
على شخصيته تؤمن بالمبادئ والحب من وده ضمن تكوينه، حبّ زُهرة سليمان غانم واتعاهدوا على الجواز.
فى سنة 1956 وقت العدوان الثلاثى تطوع فى الجيش وفى حرب 1967 برضه كان متطوع وبعد النكسة مبادئه اتهزت من الصدمة وبعد شوية قصة حبه من زُهرة لم تكتمل وانتهى الأمر أنها اتجوزت مديرها وهو تم القبض عليه واتسجن ولما خرج كان حد جديد، مش الحالم الرومانسى المحب، اتحول لشخص تانى كفر بكل مبادئه السابقة وكان عنده هدف واحد: الفلوس الفلوس الفلوس.
اتغير على تمامًا، وأفكاره وتوجهاته اتبدلت، مبقاش الشاب الحالم الليّ بيسمع عبدالحليم حافظ وبيحب حب أفلاطونى.
فى أحداث المسلسل بنعرف أن على ضحى ببعثة كانت جاية له علشان زُهرة مكانتش عايزة تسافر وكانت عايزة تكمل مسيرة عملها الصحفى وبعد ما على اتسجن أتجوزت مديرها الليّ سهل لها التدرج السريع فى الوظيفة.
نموذج على هو بالضبط ما نراه ونمر به لما نلاقى إن التمسك بالمبادئ لا تقدم لنا الأحلام المرجوة، بل ساعات تصبح المبادئ عثرات فى طريقنا.
عند الوصول لنقطة عدم تحقيق الطموحات الشخصية فى أحيان كتيرة بيتحول الإنسان لحد تانى، بعد قسوة تلقى الطعنات من حب عمرك الإنسان بيتغير وبيخرج من جلده وبيبقى نسخة جديدة اتعلمت درس قاسى فى الحياة وقررت إن ده ميحصلش تانى.
بطلنا على البدرى زيه زى ناس كتير بتفقد توازنها وبتموت جواهم براءة الأحلام.
هل نقدر نقول أن على فى الليّ عمله كان صح؟ لا طبعًا هو مكانش صح.
طيب هو كان غلطان؟ أيوة فى حاجات كان غلطان فيها بس مش على طول الخط. هو بالطبع اتهز وكان تخبطه أكبر من قوة الإنسان العادى على الاحتمال.
على البدرى اتغير من حال لحال وفى شبهه كتير اتغيروا بعد ما شافوا وش تانى من الدنيا والناس، وش مش الكل بيعرف يعدى منه من غير ما يبقى واحد جديد.
يا رب لو اتحطينا فى موقف زى على خلينا ثابتين ولو مش هنبقى ثابتين يا رب متحطناش فى الامتحان لأن الرسوب هيخلينا حد تانى.
سواء متعاطف مع على ولا لأ يبقى شىء أساسى أننا منظرش ونتفزلك ونقول كان لازم يعمل أو ميعملش إيه لأننا لم نخوض ما خاضه وعمرنا ما هنقدر نحسّ بمشاعره فى رحلة لم نمر بها.. ودايمًا الليّ على الشط عّوام.
