طارق الشناوي
كلمة و 1 / 2.. عمر الشريف يهاجم إسماعيل يس!!
ينتشر على (النت) هذه الأيام بكثرة مقطع لعمر الشريف من ندوة أدرتها بمهرجان الإسكندرية السينمائى، قبل نحو 13 عامًا، يهاجم فيها بضراوة ليس فقط إسماعيل يس؛ ولكن الجمهور العربى الذى كان يضحك ولا يزال من إسماعيل يس، نعت الجمهور بالتخلف.
البعض اعتبرها نوبة صراحة يعيشها فنان كبير، شعر أنه يقف على بُعد خطوات قليلة من الشاطئ الآخر، فقرّر أن يقول كل الحقيقة، فهل هى الحقيقة، أَمْ أنه يضيف لا شعوريًا أشياءً ويحذف لا شعوريًا أشياءً؟.
نحاول الاقتراب من الملابسات التى صاحبت ندوة عمر الشريف، توقيت الندوة جاء مع بداية معاناة عمر الشريف مع (ألزهايمر) والذى جاء مواكبًا لحالة من الانفلات مارسها عمر الشريف دون أن يقصد أكثر من مرّة، مثلما صفع (سايس) جراج فى أمريكا وأقام ضده دعوَى قضائية، كادت أن تؤدى إلى عمر بالسجن، كما أنه قبلها صفع زميلة إعلامية من قناة (الحرة) أرادت فى مهرجان الدوحة التقاط صورة فوتوغرافية معه.
عدد كبير من النجوم والنجمات، لديهم تسجيلات موثقة فى سنواتهم الأخيرة، يدلون فيها بآراء صادمة بقدر ما تبدو ظاهريًا جريئة؛ مثل تحية كاريوكا وزبيدة ثروت ومريم فخر الدين وصباح وغيرهن، البعض يستند إليها فى رسم ملامح الزمن عملاً بالمقولة الشهيرة (وشهد شاهد من أهلها)، و(أهل مكة أدرى بشعابها).
لا أرتاح لمثل هذه التسجيلات، ربما ظاهريًا بها قدر من الصراحة؛ إلا أنها أيضًا بها قدر أكبر من عدم الانضباط، يجعلنا لا نرتاح للكثير منها، التى لا يتعمد فيها بالضرورة الفنان تشويه الآخرين، ولكن ربما تعبّر عن شىء ما كان مكبوتًا، ووجد الفرصة للتعبير عن نفسه.
مثلاً استمعت إلى الفنان الكوميدى الكبير حسن فايق فى حوار إذاعى مع الإعلامى الكبير وجدى الحكيم، كان يتهم فيه نجيب الريحانى بالغيرة منه، وأنه كثيرًا ما كان يغضب عندما يصفق له الجمهور، وكان دائم التجاهل له، يسعى جاهدًا لإبعاده عن الصورة ويتعمد ألا يذكر اسمه فى أى حوار.
هل تستقيم هذه الرؤية التى قدّمها حسن فايق عن الريحانى وبجوارها شهادات أخرى لمعاصريه يتحدثون كيف كان يمنحهم مساحات درامية ويدافع عن حقوقهم الأدبية والمادية.
من المهم عندما نتابع هذه الوثائق، ألا نعتبرها هى فصل الخطاب، ونبنى من خلالها مواقف وآراء، مطلقة، علينا أن نبحث عن آراء أخرى حتى تستقيم الرؤية.
فى تلك الندوة التى أدرتُها لعمر الشريف حاولتُ كثيرًا أن أغلق هذا الملف وأنتقل إلى قضية أخرى، إلا أن «عمر» كان منفعلاً أكثر مما ينبغى، فكان لا بُدّ أن أجعله يفرغ الشحنة كاملة، حتى يعود إليه هدوؤه، وننتقل بَعدها إلى قضية أخرى، وحكايات فنية أخرى، وهو ما حدث بالضبط، وتشعّب الحوار.
إلا أن (النت) كان له رأى آخر، احتفظ من الندوة التى قاربت الساعتين فقط بهذا المقطع الذى لم يتجاوز دقيقتين، يتهم فيه عمر الشريف إسماعيل يس وجمهور إسماعيل يس بالتخلف!