الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
أنا وقـلمى .. غـرائب وتفاهات «السوشيال ميديا»

أنا وقـلمى .. غـرائب وتفاهات «السوشيال ميديا»

رغم أننا فى عالم يزخر بالمعرفة والثقافة والابتكار والذكاء الاصطناعى، إلا أن هناك قوى مضادة تسعى لنشر الجهل والسطحية والتفاهة، وتقوم هذه القوى باستغلال مواقع التواصل الاجتماعى كأداة للتأثير على مستخدمى هذه الوسائل، وتشكيل ذوقهم وآرائهم، وبدلاً من أن تكون هذه المواقع منابر للحوار الهادف والإبداع الفكرى والفنى، تحولت إلى ساحات للتفاهة والعبث والفضائح، حيث نُفاجأ بسيدة قامت بنشر إعلان عن طلب زوجة ثانية «ضُرة» لزوجها، وبررت هذا بأنها ترغب فى تدليله، وتسبب هذا الإعلان فى إثارة ضجة كبيرة -بلا مبرر- بين رواد السوشيال ميديا، ما بين الرفض والتأييد، كما قامت إحدى السيدات «بلوجر» بإعلان خطوبتها على طليق صديقتها لتحقيق أكبر قدر من التفاعلات، التى تُتيح لها تصدرها لمؤشرات البحث على السوشيال ميديا، ومثال آخر عن التفاهة عندما طلبت إحدى السيدات عريسًا لها -حيث إنها مطلقة ولديها طفلة- وطلبت مواصفات معينة فى العريس المنتظر، من حيث عمره ومرتبه وإمكانياته المادية والاجتماعية، وبعد تلقيها العروض غضبت جدًا لأن المتقدمين كانوا غير مطابقين للمواصفات المطلوبة، فهل هذا معقول؟! وعندما كتب صاحب محل موبايلات إعلان -وبمناسبة حلول شهر رمضان الماضى- أنه قرر أن يحصل كل مشترى علبتين زبادى هدية على كل موبايل، نظرًا لارتفاع أسعار السلع الغذائية، وكانت النتيجة هى العديد من التعليقات الساخرة التى شغلت الناس، ناهيك عن إثارة جدل من نوع آخر على مواقع التواصل الاجتماعى، عندما أعلن زوجان الاحتفال بزفافهما داخل مأوى للكلاب الضالة، وهو المأوى الذى قام بإنقاذ «480» كلبًا مصابًا من كلاب الشوارع الضالة، ناهيك عن الفيديوهات غير الهادفة والفضائح، والتى قد تكون بهدف الترفيه ولكن بشكل مبالغ فيه، وهنا أتساءل: من المسئول عن هذا الهُراء الذى يحدث وينتشر كالنار فى الهشيم فى الإعلام ومواقع التواصل المختلفة، هل هى شركات الدعاية والإعلان التى لا هم لها إلا زيادة مستويات التفاهة عند الناس لمضاعفة أرباحها؟ أم المسئول هو حكومات بعض الدول، التى فقدت سيطرتها على العديد من مواقع السيوشيال ميديا؟، فى ظل أن تكون الغالبية العظمى من مستخدمى منصات التواصل هم من المسطحين فكريًا وثقافيًا، والمشكلة الأكبر أنه لا مجال للرجوع إلى الوراء وطرد أو الاستغناء عن شبكات التواصل الاجتماعى خارج العولمة ووسائلها التى تعمل كل ما بوسعها لكى تصل إلى أهدافها الربحية فقط، والحل الأنسب ينبع من المزيد من الثقافة والفكر العميق والوعى الأعمق، ونحن كأفراد علينا مسئولية الصعود بمستوانا الفكرى والثقافى والسلوكى، كذلك الدولة بكل مؤسساتها وأجهزتها -المتباينة فى مهامها وأهدافها- التصدى لهذه المهمة الصعبة، وتحويل منصات وشبكات التواصل الاجتماعى لمحطات انطلاق نحو الأعمق والأقوى، والأصح من الفكر والوعى والسلوك، فهل هذا ممكن؟! وتحيا مصر.