الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
كلمة و 1 /2.. اللهم (عجرم) نساءنا

كلمة و 1 /2.. اللهم (عجرم) نساءنا

قبل نحو 20 عامًا أطلق الكاتب الساخر الكبير أحمد رجب هذا الدعاء (اللهم عجرم نساءنا)، بالفعل تكتشف أن النسبة الكبيرة من عمليات التجميل التى نتابعها على وجوه النساء، تحاول فيها المرأة أن (تتعجرم) أو (تتهيف) نسبة إلى هيفاء وهبى.



المصرى بطبيعة تكوينه فى مختلف القضايا، وبكل التنويعات، لا يغلق أبدًا الباب على نفسه، ولا حتى يرضى بنظرية (الباب الموارب)، ويمارس بسعادة بالغة سياسة الباب المفتوح.

بينما على الجانب الآخر فى أكثر من فضائية إذاعية وتليفزيونية وبدون مناسبة يتردد هذا السؤال: هل أصبحت مصر (شوفونية) ؟ أى أنها ترفض كل ما هو غير مصرى. السؤال وجد له أصداءً قوية على الساحة الغنائية والفنية بوجه عام بسبب أن نقابة الموسيقيين قبل نحو 10 سنوات كانت تصدر فى العادة بيانات شجب ورفض، كلما تنامى إلى مسامعها أن هذا المطرب أو تلك المطربة أدلت بحديث إلى صحيفة عربية أو محطة تليفزيونية وقالت إنها لا تحب فلانه المطربة المصرية وأن أغنيتها المفضلة ليست مصرية، ويصل الأمر بنقابة الموسيقيين، إلى حد المطالبة بترحيل المطرب أو المطربة أو عدم السماح لـه بممارسة النشاط الغنائى إلا إذا تاب وأناب أو تابت وأنابت.

 أتذكر مثلا تلك الحملة التى تم توجهيها عام 2009 لكى يطعنوا فى المطربة وردة بسبب تلك المعركة الكروية المفتعلة فى أم درمان بين فريقى الكرة المصرى والجزائرى وحدث تراشق فى الكلمات بين إعلام البلدين، وفجأة وجدنا من يزايد ويريد شطب وردة لأنها جزائرية، من جداول النقابة، ثم فى النهاية انتصر صوت العقل، وماتت تلك الأصوات.

 مصر ترحب بأى فنان عربى قادم على شرط أن يمتلك موهبة حقيقية، والفنان العربى على المقابل يجد نفسه وقد تضاعفت شهرته إذا جاء الانطلاق من مصر، وقارنوا بين كاظم الساهر قبل أن يأتى للقاهرة وبعد أن غنى على أرضها، كان كاظم نجماً عربياً قبل أن يأتى للقاهرة، لكنه بعد أن غنى أصبح نجماً استثنائياً فى كل أرجاء العالم العربى. ما يستوقف المصريين فقط هذا السؤال، هل هو فنان صاحب موهبة أم لا؟ هذا هو جواز السفر الذى يدخل به الفنان قلوب المصريين قبل أراضيهم.

(الشيفونية) عبر التاريخ صفة لا يمكن أن تنطبق على الإنسان المصرى، ولكن ممارسات بعض النقابات الفنية التى قد يسارع بعضها بإصدار مثل هذه القرارات، هى التى كان يساء تفسيرها.

لو تابعت مهرجان العلمين، ستجد أن الفنان العربى، يقف فى صدارة المشهد، ولا أحد يضيع وقته فى البحث عن خانة الجنسية.

قوة مصر الناعمة كانت ولا تزال فى قدرتها على أن تفتح الباب للجميع، ومن يقول لك (اللى يعوزه البيت يحرم ع الجامع)، ترد عليه بأن مصر هى البيت والجامع والكنيسة لأى فنان عربى. وتذكروا دائمًا نداء الكاتب الساخر الكبير احمد رجب (اللهم عجرم نساءنا)!