الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
كلمة و 1 / 2..  يا سيدى أمرك.. أمرك يا سيدى!

كلمة و 1 / 2.. يا سيدى أمرك.. أمرك يا سيدى!

هل تشاهدون أحاديث نجوم الصف الثانى أو تحديدًا الصاعدين منهم؟ 



سوف تكتشفون أن الإجابة صارت أقرب إلى (كليشيه) ينتقل من فنان إلى آخر، تتغير فقط الأسماء ولكن الإجابة أبدًا لن تتغير لا تتجاوز أسوار أغنية عبد الحليم الشهيرة (ياسيدى أمرك / أمرك يا سيدى).

الكل أدرك أن الفيلم أو المسلسل أو المسرحية يساوى بالضبط النجم أو النجمة، وهكذا صار مفتاح العمل من الممكن تلخيصه فى جملة واحدة أن ينهال الفنان الصاعد على النجم الكبير- الذى يباع العمل الفنى باسمه - بكل عبارات المديح الممكنة أو غير الممكنة.

شاهدت مؤخرًا المذيعة إنجى على التى شاركت بدور هامشى فى فيلم (مرعى البريمو) بطولة محمد هنيدى، شكرت محمد هنيدى فهو الذى رشحها للدور رغم أن المخرج سعيد حامد قد اختارها لدور آخر، الذى أخذ اللقطة هو هنيدى، لأنه لم يرشحها فقط للدور، ولكن امتلك نظرة صائبة بعد أن منحها دورًا يليق بها متجاوزًا حتى ترشيح المخرج.

طبعا لن أتحدث هنا عن الفيلم الذى لم أشاهده حتى كتابة هذه السطور، ولكن فقط عن تلك الإجابة، التى تستطيع أن تطل من خلالها على حالنا الفنى فى السينما والمسرح والتليفزيون.

 تغيرت المنظومة، وتبدلت المعايير، وأصبحنا نعيش فى ظل قانون الهرم المقلوب، الذى يعنى أن العصمة صارت بيد النجوم.

المخرج صاحب الإرادة فى كثير من الأحيان مستبعد، النجم يريد أن يعمل تحت مظلة المخرج المطيع، الذى ينفذ أوامره، وهكذا قد يبتعد عن العمل مخرجون موهوبون، بينما يتواجد بكثرة فى السينما والدراما التليفزيونية، هؤلاء الذين يقع اختيار النجوم عليهم، وهم واثقون تماماً من تنفيذهم لأفكارهم، بدون حتى مناقشة.

أغلب نجومنا يفضلون العمل مع هؤلاء الذين يتعاملون بأريحية مع أشواك الورد، رغم أن التجربة العملية أثبتت أن النجم حتى يحتل مكانة، ينبغى أن يستند إلى وجهة نظر مخرج، مثلاً فى مرحلة فارقة فى مطلع عقد التسعينيات من القرن الماضى،  تعاون عادل إمام مع المخرج شريف عرفة الذى قدم معه خمسة أفلام بدءاً من (اللعب مع الكبار)  الذى كتبه وحيد حامد حتى (النوم فى العسل)، تشعر فيه بروح مخرج لديه عالمه الخاص، صحيح أن الثلاثة الكاتب والمخرج والنجم، التقوا فى منطقة إبداعية متوسطة، إلا أنه يظل لدينا مخرج صاحب رؤية، قال لى وحيد إن شريف حرص على أن يقول له: (أفلامى السابقة لم تحقق إيرادات، وربما يعترض عادل على ترشيحك لى)، رد وحيد: (هذا فيلم شريف عرفة وليس فيلم عادل إمام).

عدد من الأفلام السينمائية المغايرة للسائد، اعتمدت على نبض مخرجيها أكثر من سيطرة نجومها، إلا أن نجوم هذا الجيل صار أغلبهم يبحثون عن محدودى الإرادة والموهبة، المخرج مهيض الجناح، الذى تمت قصقصة ريشه هو المطلوب لأنه داخل الاستوديو (لا يهش ولا ينش) فقط ينفذ بلا قيد ولا شرط ولا حتى مناقشة أوامر النجم صاحب العصمة مرددًا: (يا سيدى امرك / أمرك يا سيدى)!