السبت 11 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
أنا وقـلمى .. العقيدة الروسية.. والقارة الإفريقية

أنا وقـلمى .. العقيدة الروسية.. والقارة الإفريقية

أثار توقيع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين الأسبوع الماضى، على وثيقة تحدد الاستراتيجية الجديدة للسياسة الخارجية الروسية -خاصة فى قارة أفريقيا- تساؤلات حول ماذا تحمل عقيدة روسيا الخارجية الجديدة تجاه القارة السمراء؟ وهل تسعى موسكو لدور أكبر فى القارة؟ وهل هناك مخاطر محتملة من هذا التقارب الروسى الإفريقى الجديد؟ ولكى نجيب عن هذه التساؤلات ينبغى أن نحلل ما تضمنته الوثيقة التى تنص على أن موسكو تقف متضامنة مع الدول الإفريقية فى سعيها لإقامة عالم متعدد الأقطاب أكثر عدلاً، والقضاء على التفاوتات الاجتماعية والاقتصادية، التى تفاقمت بسبب السياسات الاستعمارية الجديدة لعدد من الدول -بحسب ما ذكرته وكالة سبوتنيك الروسية- كما تعهدت الحكومة الروسية فى الوثيقة بأنها ستعطى الأولوية لضمان سيادة واستقلال الدول الإفريقية، من خلال المساعدة فى مجالات الأمن بما يشمل أمن الغذاء والطاقة والتعاون العسكرى والفنى، كما تعهدت موسكو بالمساعدة فى حل والتغلب على تداعيات النزاعات المسلحة فى جميع أنحاء إفريقيا على أساس المبدأ الذى صاغه الاتحاد الإفريقى تحت عنوان «المشاكل الإفريقية - الحلول الإفريقية»، علاوة على ذلك تنص الوثيقة الجديدة على تعزيز وتعميق التعاون الروسى - الإفريقى فى مختلف المجالات على أساس ثنائى ومتعدد الأطراف، مع زيادة حجم التجارة والاستثمار مع الدول الإفريقية، والتكامل مع الهيئات الاقتصادية الإفريقية المختلفة.



يأتى هذا وسط تنافس دولى على النفوذ فى القارة السمراء، حيث تقود الولايات المتحدة الأمريكية جهودًا غربية لمجابهة تزايد نفوذ روسيا والصين فى القارة، وترى أمريكا تزايدًا للنفوذ الروسى فى عدد متزايد من دول القارة، حيث عملت مجموعة «فاجنر» التى صنفتها واشنطن أخيرًا منظمة إجرامية عابرة للقارات، على تقديم خدماتها الأمنية فى مواجهة الحركات والمجموعات المسلحة المعارضة مساندة لأنظمة الحكم هناك، بينما تُكثف روسيا التعاون الروسى - الإفريقى، حيث شهد هذا العام جولة قام بها وزير الخارجية الروسى «سيرغى لافروف» لعدد من دول القارة بعد قمة أمريكية إفريقية شهدت حضور معظم القادة الأفارقة، انتهت بتعهدات أمريكية بمساعدات واستثمارات للقارة، وبعد أسابيع قليلة من هذه القمة قامت وزيرة الخزانة الأمريكية بجولة إفريقية فى يناير الماضى، ثم زيارة وزير الخارجية الأمريكى منتصف مارس الماضى للنيجر وإثيوبيا، وفى ظل هذا الصراع بين القوى الكبرى على مغانم وثروات القارة السمراء يبقى التأكيد الروسى على أن الوثيقة تشير إلى أن روسيا تسعى لعالم جديد ونظام دولى متعدد الأقطاب، ستلعب فيه التحالفات والشراكات الاستراتيجية دورًا محوريًا، هذا من ناحية، وقد تكون الوثيقة، رغم ما تطرحه من مزايا وأدوار كبرى للقارة فى مجالات التعاون الاقتصادى والاستراتيجى والاستثمار، إلا أنها ممكن أن تتحول أفريقيا -بسبب هذه الوثيقة- إلى ساحة لمخاطر جديدة محتملة، لذا يجب على الدول الإفريقية -خاصة مصر- تبنى مواقف موحدة تعلى مصالحها.. وتحيا مصر.