أنا وقـلمى .. ثورة يوليو والبث التليفزيونى المصرى

فى يوم «21» يوليو «1960» - ومنذ «63» عامًا- شهد العالم انطلاق بث التليفزيون المصرى للمرة الأولى - والذى كان مدة البث به فقط خمس ساعات يوميًا- وأصبح التليفزيون المصرى جزءًا لا يتجزأ من حياة الشعب المصرى والعربى، ويرجع تاريخ التليفزيون المصرى لعام «1947» ولكن أُحبط المشروع، وتأجل تنفيذه حتى عام «1951» حيث أجرت شركة فرنسية لصناعة الراديو والتليفزيون فى ذلك الوقت أول تجربة للإرسال فى مصر، وذلك لتصوير المهرجانات التى أُقيمت بمناسبة الزواج الثانى للملك فاروق عن طريق محطة إرسال أُقيمت بمبنى سنترال باب اللوق، وكان لهذه الشركة هدف آخر وهو أن تعرض على الحكومة المصرية -آنذاك- تشييد محطة تليفزيونية بالقاهرة، وفى عام «1954» تقدم الصاغ صلاح سالم بمشروع إلى الرئيس جمال عبدالناصر لإنشاء إذاعة جديدة ومحطة تليفزيونية فوق جبل المقطم، ووافق الرئيس فورًا على المشروع، وأوكل مسئولية تنفيذه للمهندس صلاح عامر وكيل الإذاعة للشئون الهندسية، وعليه اعتمدت حكومة الثورة مبلغ 108 آلاف جنيه لإقامة مبنى الإذاعة والتليفزيون على مساحة 12 ألف متر بشارع ماسبيرو بكورنيش النيل ببولاق، وبدأت الدراسات وأُعلن عن استيراد مصر لأجهزة اتصال حديثة خلال عام 1956 ثم قامت مصر بتوقيع اتفاقية مع «صوت أمريكا» لتزويدها بشبكة إرسال تليفزيونية، وتدريب كوادرها الإعلامية عام 1960، ومن حسن الطالع أن يبدأ البث التليفزيونى المصرى يوم 21 يوليو بالتزامن مع الاحتفال بالذكرى الثامنة لثورة 23 يوليو، ومنذ ذلك الوقت امتلكت مصر قناة تليفزيونية، وبدأت البث من خلال إنشاء أربعة قطاعات هى الإذاعة والتليفزيون والهندسة والتمويل، وشهد المشروع إقبالًا كبيرًا من المصريين على شراء الأجهزة، وتم -فى البداية- توصيلها بالقناتين الأولى والثانية، وطوال فترة الستينيات شهد التليفزيون المصرى مراحل كثيرة من التطوير وتم إنشاء قناة ثالثة ولكنها توقفت عن الإرسال بسبب الظروف الاقتصادية التى أعقبت حرب 1967، وبدأ التليفزيون المصرى عام 1973 أضخم عملية لتجديد أجهزة الإرسال، وفى 1978 تم توصيل القناتين الأولى والثانية إلى منطقة القناة بشبكة ميكرويف، وإنشاء محطة بث تليفزيونى لكل من القناتين فى كل من السويس والإسماعيلية وبورسعيد، وبدأ إرساله ملونًا فى 9 سبتمبر 1976، ومع بداية الثمانينيات شهد التليفزيون المصرى تطورات أخرى عديدة فى أكثر من مجال بسبب التوسع الهندسى والجغرافى لمجال التغطية التليفزيونية ليصل إلى كل محافظات مصر، لكى يكون هو الشعلة التى تُضىء المجتمعات العربية وتغرس فى المصريين القيم والعادات وحب الوطن.. وتحيا مصر.