الأربعاء 29 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
أنا وقـلمى .. قرية مصرية برائحة الياسمين

أنا وقـلمى .. قرية مصرية برائحة الياسمين

كنت لا أعرف أن مصر قد استحوذت على الإنتاج العالمى من زهرة الياسمين بجانب الهند، حيث يُعد الياسمين عنصرًا أساسيًا فى صناعة وإنتاج العطور فى العالم، وكنت لا أعرف أيضًا أن هذا الإنتاج الضخم من الياسمين تنتجه قرية صغيرة فى محافظة الغربية اسمها قرية «شبرا بلولة»، ويتم استخدام ياسمين بلولة فى صناعة أشهر العطور العالمية خاصة العطور الفرنسية، ويقُدر إنتاج هذه القرية بنصف الإنتاج العالمى من محصول الياسمين، كما بلغ إنتاج مصر من عجينة الياسمين «6» أطنان عام «2020» - وذلك بحسب ما ذكره الاتحاد الدولى للزيوت والعطور- كما يعمل فى القرية «60» ألف شخص فى هذه الزراعة كمصدر لرزقهم الأساسى، ورغم أن عملية إنتاج عجينة الياسمين تحتاج لأجهزة حديثة وجهود لتحويل المادة إلى منتجات نهائية تُنافس فى السوق العالمية، إلى جانب أنه هناك صعوبة فى منافسة بعض الدول فى منتجاتها مثل فرنسا فى إنتاج العطور، إلا أنه يمكن حل هذه المشكلة بالاتفاق مع الشركات التى تستورد من مصر الزيوت العطرية على فتح أفرع لها فى مصر، لُيصبح الإنتاج يحمل العلامة التجارية ذات الجودة العالمية، ولكن بأيد مصرية، خاصةً أن هناك ثلاثة مصانع مصرية تتحكم فى إنتاج الياسمين، وهو ما دعا الحكومة المصرية إلى إصدار قرار بتشكيل لجنة برئاسة وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى بالتعاون مع بعض الجهات والهيئات الأخرى لدراسة إنشاء خط تصنيع عجينة عطور الياسمين بأحد هذه المصانع أو دراسة إنشاء مصنع جديد على أرض تملكها وزارة الزراعة أو هيئة الأوقاف، وإخضاع تلك الأنشطة للمجلس التصديرى المختص، كما تقوم هذه اللجنة بدراسة كيفية توفير الأنواع الآمنة من المبيدات لمزارعى الياسمين، وذلك بنسبة خصم تمويلى من أحد الصناديق التابعة لوزارة الزراعة، بالإضافة إلى تسهيل النقل السريع للمزارعين لنقل زهور الياسمين إلى المصانع مع العمل على التوسع فى اكتشاف فرص تصديرية جديدة، كما ستقوم هذه اللجنة بدراسة مدى جدوى تشكيل اتحاد رسمى لمنتجى الياسمين على مستوى الدولة، حتى يمكن النهوض بهذه الصناعات للمساهمة فى زيادة العائد الدولارى من التصدير، كما أن هناك دراسة تُعد الآن بتصور مفتوح لكسر الاحتكار بجميع صوره بنشاط تصنيع وتصدير عجينة الياسمين لخلق سوق قوية للعرض والطلب، هذا بالإضافة إلى أن هناك حلولًا مقترحة لتذليل مشاكل زراعة ورى وتصنيع الياسمين، مع تقديم موعد تنفيذ مشروعات البنية التحتية للقرى، من خلال برنامج حياة كريمة لتكون مركزًا صناعيًا حضاريًا لإنتاج وتصدير الياسمين، واعتبارها نموذجًا يُمكن تكراره بمناطق أخرى.



أخيرًا.. ومهما كانت التحديات فوجود قرية مصرية برائحة الياسمين على أرض مصر الطاهرة شىء مهم يُسعد كل مصرى، ولكن الأهم أن تنتهى الحكومة من إعداد تقرير بنتائج أعمالها وتوصياتها وآليات تنفيذها خلال أشهر قليلة.. وتحيا مصر.