الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
العدالة  الوسطية

العدالة الوسطية

 عمت الأفراح ومظاهر البهجة والحبور أرجاء المعمورة بل وجميع محافظات ومدن ومراكز وقرى ونجوع جمهورية مصر العربية، حيث عبر طلاب الثانوية العامة وذويهم عن سعادتهم الغامرة بانتهاء ماراثون الامتحانات للعام الدراسى الجارى، فاطلقوا الشماريخ وعلت الزغاريد وتداخلت تغريداتهم مرددين أغانى المهرجانات لحمو بيكا و«شاكوش» و«أحمد سعد» ورقصوا على أنغام الطبل والمزمار البلدى مع الصور السلفى والرقص الهستيرى وتوزيع الشيكولاتة والبالونات والبمب أمام اللجان وفى الشوارع والأحياء مع «الدى جى».. وقد تزامنت الاحتفالات مع البشارة التى أعلنها المسؤولون بوزارة التربية والتعليم مؤكدين أن مؤشرات التصحيح رائعة حتى حصل 5000 طالب على مجموع درجات (95 %) بعد انتهاء تصحيح مادة الكيمياء المروعة.. تحقيقًا لما سبق إعلانه من خلال وسائل التواصل الاجتماعى المقروء -كعادتهم كل عام- بصدق وعودهم بأن تكون أسئلة الاختبارات فى المواد المختلفة سهلة ونميسة وحلوة وسلسة ومباشرة وغير معقدة أو مطولة أو تحتاج إلى الذكاء والمعرفة أو قدرات خاصة للطلبة.. ولكن تتماهى مع فلسفة المناهج الدراسية فى اعتمادها على النقل والتلقين والحفظ والصم ونبذ أعمال العقل أو الابتكار أو الإبداع ومن ثم اختفاء تلك الأسئلة السخيفة من عينة: حلل – ناقش – علل – استنبط – اطرح وجهة نظرك – قارن – اشرح – استنتج.



فالاستراتيجية التعليمية البراقة والمحمودة تنحو نحو إرضاء فلذات أكبادنا الذين يمثلون الأغلبية الكاسحة من الطلبة والطالبات ويطلق عليهم «الكائنات الوسطية» أى تكون الاختبارات فى مستوى الطالب المتوسط الذى لا يرتقى إلى مرتبة الطالب النابه المتفوق.. الممتاز المبدع الخلاق النابغة الذى لا يمثل إلا أقلية كريهة منبوذة.. فوزارة التربية والتعليم تكره تلك القلة المغرورة التى تتعالى على زملائهم الكسالى والأغبياء والبلهاء وتعايرهم بتفوقهم ونبوغهم مما يسفر عن نتائج وخيمة وانقسامات رديئة تتنافى مع الأخلاق المرعية الحميدة التى هى الشعار العظيم الذى يزين منظومة التربية والتعليم السامية.. والمقدسة التى تكرس لمبادئ «العدالة الوسطية» على غرار «العدالة الاجتماعية العتيدة».

ويا أولادنا «المتوسطون» الأحباء.. افرحوا وتهللوا وانعموا بوسطيتكم الرائعة والعاقبة عندكم فى المسرات.