الأربعاء 4 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
كلمة و 1 / 2.. متى تؤمن نقابة الموسيقيين أن (العقل زينة)؟

كلمة و 1 / 2.. متى تؤمن نقابة الموسيقيين أن (العقل زينة)؟

حالة التوتر التي تعيشها نقابة الموسيقيين المصريين، أصبحت مسيطرة على كل قراراتها، الأمر متجاوز النقيب الحالى مصطفى كامل، ولكن فى زمن هانى شاكر عانت من التخبط وأيضًا ما قبل شاكر، وهى غير قادرة على ضبط الإيقاع، وكل قراراتها تحمل الموقف ونقيضه.



آخر مرحلة من التخبط شاهدناها فى الأيام الماضية مع مطرب الراب العالمى ترافيس سكوت، فى البداية وافقت النقابة على إقامة الحفل، ثم انتقلت 180 درجة وقالت إنها تسحب الموافقة، ثم 180 درجة أخرى قالت إنها ستضرب تعظيم سلام وتسحب مجددًا الرفض وتحيله إلى موافقة على بياض، إذا جاءت موافقة من جهة أمنية على الحفل.

فجأة صارت الحبة قبة، كثيرًا ما نجد تنويعات على الحبات التي تُصبح فى لحظات قبابًا، استندت النقابة فى قرارها بالرفض إلى (السوشيال ميديا)، وأضافت (تحابيش) من عينة أن أغانى (سكوت ) تدعو للإلحاد والشذوذ والماسونية وعبادة الشيطان وتعاطى المخدرات، وأنه لم يختر الغناء فى الهرم عشوائيًا، ولكن لديه خطة شيطانية لإهانة حضارتنا، وأكدوا أن دليلهم على ذلك هو أن منظمى الحفل يشترطون عدم التصوير حتى يختفى دليل الإدانة.

قبل بضع سنوات شاهدنا عارضة أزياء مصرية ارتدت زيًا فرعونيًا، ودخلت إلى ساحة الأهرامات والتقطت لها صورًا مع المعابد، فجأة تحولت إلى قضية رأى عام، وبلاغات للنائب العام، ثم جاء رد فعل، هناك من نشر صورًا لفتاة أخرى، ترتدى زيًا فرعونيًا تغلب على تصميمه الحشمة، بداية لم أرتح إلى ما رأيت، شعرت فى المرتين، بالفجاجة وبقدر لا ينكر من النفور، إلا أن (ترمومتر) الذوق وما يجوز أو لا يجوز، ليس معيارًا مطلقًا، فهو يختلف من زمن إلى زمن، ومن مجتمع إلى آخر، وتتعدد فيه وجهات النظر، وموسيقى الراب من الممكن أن أشعر تجاهها شخصيًا بالغربة، ولكن هذا لا يتيح لى أبدًا أن أصدر قرارًا، لو كان الأمر بيدى لتحريمها، كما أننى لا أشعر أبدًا أن إقامة أى حفل تحت سفح الهرم، من الممكن أن يشكل أى مساس بتاريخنا الفرعونى.

هل حدث شىء لحضارة السبعة آلاف سنة بعد مئات الحفلات التي أقيمت تحت سفح الهرم؟ هل تقدم خوفو وخفرع ومنقرع يتقدمهم أبوالهول ببلاغ رسمي إلى الجهات المعنية، لاتخاذ اللازم ضد من اقتحم عليهم هدوءهم وسكينتهم وأقض مضاجعهم بتلك الحفلات؟

فى العالم كثيرًا ما شاهدنا أفلامًا تجرى أحداثها داخل أماكن مقدسة، بل نرى تجاوزات على الشريط، ولم نقرأ مثلا أن (الفاتيكان) أعرب عن استيائه، كما أن الأهرامات والمعابد تمت إحالتها إلى ديكور يماثلها فى الشكل، والعديد من الأفلام العالمية التي تصور خارج مصر جزء كبير منها فى (المغرب) الشقيقة، قدمت أحداثًا تناولت سينمائيًا سرقة المومياء، وبعضها يتاجر فى (الزئبق الأحمر) وهو مادة أساسا غير مؤكد وجودها فى الطبيعة، وتتعدد مظاهر استخدامها، من الأعمال المرتبطة بالعالم السفلى إلى صناعة الأسلحة النووية، ولا يمكن أن نعتبر أن كل هذا الوهم، يستحق أن نبدد طاقتنا ونطارده فى المحاكم، وإلا صرنا جميعا نعيش تحت وهم (بحة)!!.

‎شىء من الهدوء والعقلانية يجب أن تتحلى به نقابتنا الميمونة، وقبل إصدار أى قرار عليها أن تفكر وتفكر وتفكر فى الأسباب التي دفعتها لإصدار البيان، ثم بعدها تفكر وتفكر وتفكر فى تبعات البيان، وبعدها أنا واثق أنها ستكتشف أن (العقل زينة)!