الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
كلمة و 1 / 2.. لا يفل الحديد إلا الحديد ولا السينما إلا السينما!!

كلمة و 1 / 2.. لا يفل الحديد إلا الحديد ولا السينما إلا السينما!!

نتحدّث كثيرًا عن الوحدة العربية كضرورة وحتمية؛ إلا أننا لا نقدم سوى القليل فى سبيل تحقيقها، ومن هذا القليل برنامج (بيت للكل) إطلالة مصرية عراقية أردنية فلسطينية مشتركة، ويتم تصويره تباعًا فى عواصم تلك الدول، القاهرة وبغداد وعمان ورام الله، ويبث فضائيًا فى نفس التوقيت.



كنت ضيفًا فى إحدى الحلقات، وسألونى عن رأيى فى تلك الخطوة؟ قلتُ تأخرت كثيرًا، ولكن المَثل الشهير يقول (أن تأتى متأخرًا خيرٌ من ألا تأتى على الإطلاق).

تناولت الحلقة صورة الإنسان العربى فى المسلسلات والأفلام العالمية؛ خصوصًا مع ازدياد عدد المنصات الرقمية،أصبحنا نجد على الشاشات العالمية، حجابًا أو أغنية عربية للشاب خالد، أو عمرو دياب أو محمد منير، أو سعد لمجرد أو حسين الجسمى أو حسن شاكوش، وسنصل حتما لـ (سطلانة)، وفى أحيان أخرى نتابع حوارًا يجرى باللغة العربية أو نستمع إلى صوت المؤذن، أو نرى سجادة صلاة، الملامح العربية لم تغب عن الشاشة طوال تاريخ السينما العالمية، الذى بات يربو الآن عن 127 عامًا، ومع زيادة هذه الكثافة العربية على الشاشة نشعر بأن حقيقة الإنسان العربى أو المسلم بوجه عام لا نشاهدها، وما نراه هو صورة ذهنية نمطية فى العادة لا تصل إلى سبر أغوار الشخصية العربية، بعيدًا عن تحيزها فى الأغلب ضد حقيقة الإنسان العربى.

أتذكر كلمة قالها المخرج الجزائرى الشهير محمد الأخضر حامينا الحاصل على سعفة مهرجان (كان)، عام 1975، فى ندوة جرت وقائعها في(معهد العالم العربى) بباريس  مطلع التسعينيات؛ موجهًا كلامَه لوزير الثقافة الفرنسى آنذاك (عليكم أن تدعموا السينما فى الجنوب- يقصد سينما المغرب العربى- وهذا ليس تفضلاً منكم؛ ولكنه حقٌ مشروع لنا، ويكفى أننا أعطيناكم فى الماضى الكثير، والآن جاء دوركم أن تردوا لنا بعض ما أعطيناكم). 

العديد من الأفلام الأجنبية قد تصدم مشاعرنا، ولا يكفى أن نشجبها؛ ولكن علينا أولاً أن نقدم حقيقة الشخصية العربية بما يتفق والثقافة الغربية، من خلال أعمال فنية مماثلة. 

هناك صورة ذهنية خاطئة عن العربى والمسلم، زادت هذه الشخصية تشويهًا بعد ضرب البرجين فى 11 سبتمبر 2001، وإذا اكتفينا بالاحتجاج أو بعدم عرض تلك الأفلام فى دُور العرض العربية؛ فلن نستطيع أن نواجه استراتيچيًا القضية برمتها، على العرب أن يقتحموا الساحة السينمائية العالمية بتقديم الوجه الحقيقى للإنسان العربى. 

علينا أن نسأل أنفسَنا ما الذى قدّمناه، ما حجم الأموال التى رصدناها لتقديم عمل فنى عالمى، ظل المخرج السورى العالمى الراحل مصطفى العقاد يناضل من أجل أن يقنع المسئولين بأن يدعموا ماديًا مشروع فيلمه عن صلاح الدين الأيوبى، أنفق مصطفى العقاد ربع قرن من الزمان وهو يحاول أن يجد تمويلاً عربيًا،  إلا أنه لم يحصل سوى على الوعود ولم يَجنِ إلا الأوهام، وقدّمت السينما العالمية 2005 فيلم (مملكة السماء) للمخرج الأمريكى ريدلى سكوت عن الحروب الصليبية، وأدى دَور صلاح الدين الفنان السورى غسان مسعود، حاول الفيلم بقدر لا بأس به أن يقف على الحياد، ولم يُرضِ كل طموحنا السياسى بالطبع، ولكن قبل أن نتهم الآخر، علينا أن نعرف ما الذى قدّمناه؟!

هل نحن حقًا نملك إرادة تدفعنا لكى نبحث عن سلاح حقيقى للمواجهة أَمْ نكتفى بترديد الشكوَى، وربما  يأتى (بيت للكل) وهو يوجّه دعوة لكل العرب؛ لكى نبدأ الخطوة الأولى، رُبّما!!

فى مهرجان (برلين) الأخير الذى عُقد فى شهر فبراير الماضى، شاهدتُ الفيلم البريطانى (جولدا) عن رئيسة الوزراء الإسرائيلية جولدا مائير ودورها فى حرب (73)، قلبَ الشريط السينمائى الحقيقة، وأحال هزيمة إسرائيل إلى انتصار إسرائيلى ، بينما وكالعادة توقفنا عند مرحلة الرفض، لا يفل الحديد إلا الحديد، ولن يواجه السينما الكاذبة إلا السينما العربية الصادقة، حتى نرد بأيدينا وفكرنا وأموالنا الاعتبار للشخصية العربية!!