الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
كلمة و  1 / 2.. هدفهم اغتيال هويّة الوطن!!

كلمة و 1 / 2.. هدفهم اغتيال هويّة الوطن!!

كان لا بُدّ أن ينزاح هذا الكابوسُ، إرادةُ الملايين فرضت الأمْر الواقع، وهكذا أيّد الجيش الشعب عندما فوّض وجدان الشعب، وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسى، وتحققت المعجزة، فمَن الذي يستطيع إيقاف طوفان المشاعر؟.



أتذكر جيدًا كيف أنهم كانوا يريدون تلوين الحياة بصبغة إخوانية، وكان هناك مَن يحاول التواصُل مع العديد من الفاعلين فى الحياة الفنية ليؤكد أن كل شىء من الممكن أن يتم تقديمه برداء دينى مباشر بما فيه فن (الباليه)، كانوا يريدون منع ملابس الراقصات الضيقة لتصبح فضفاضة وإلغاء التلامُس وبَعدها يقولون لك هذا التعبير الذي توارثوه عن مؤسّس الجماعة محمد حسن البنا (حلاله حلال، وحرامه حرام)، تعبير فضفاض ومع الأسف عدد ممن نطلق عليهم رجال الدين- لا يوجد فى صحيح الدين الإسلامى توصيف لتعبير «رجل الدين»، وجدنا هؤلاء يكرّرون نفس المقولة والتي تعنى أن الحياة كلها وليس الفن فقط سوف تتم مراجعتها من خلال هذا المنظار الدينى المباشر، وهكذا انطلق توصيف (باليه شرعى)!!.

 أتذكر أننا فى رد فعل مباشر كنا نحرص على الذهاب إلى دار الأوبرا؛ لأنها المستهدفة رقم واحد، وجاءوا بوزير ثقافة إخوانى يُعَبر عن أفكارهم ويقصى مَن يراه معارضًا للدخول فى الحظيرة، وبدأت الشرارة الأولى مع دكتورة إيناس عبدالدايم رئيس دار الأوبرا الأسبق؛ حيث تم استبعادها من منصبها، واندلعت الشرارة من المثقفين والفنانين وتم الاعتصام داخل مبنى وزارة الثقافة، ووصلت الرسالة أن هذا هو حائط الصد الأول، فعلاً كانت ولا تزال القوة الناعمة قادرة على أن تحمى وجدان الوطن، عندما تلمح ولو من بعيد لبعيد؛ مَن يتصور أنه من الممكن أن يُغَيّر خريطة وطن فطر على الإيمان بالله وعلى احترام كل الأديان والنداء الشهير فى الموالد (موسى نبى عيسى نبى محمد نبى، وكل مَن له نبى يصلى عليه) هو التعبير البسيط عن تلك المشاعر المتسامحة مع كل الأديان، المسلم يتبرّك بالسيدة العذراء والمسيحى يذهب لسيدنا الحسين، والسيدة زينب، وفى رمضان، كثير من المسيحيين يعدلون مواعيد الأكل فى شهر رمضان طبقًا لمدفعَىْ الإفطار والسحور.

بمناسبة عيد الأضحى؛ كثيرًا ما كان والدى يتقاسم شراء الأضحية مع جارنا فى السكن بحى المنيل الأستاذ اسطفانوس، ولم يسأل أبى شيخَ الجامع عن شرعية ذلك، ولم يسأل الأستاذ اسطفانوس قسيسًا فى الكنيسة عن جواز ذلك دينيًا؛ ولكنها فقط المَشاعر البيضاء.

 انقشع الإخوان عن السُّلطة، وعندما تابعناهم وهم يريدون اغتيال الوطن؛ تأكد حتى مَن كان يقف فى البداية على الحياد؛ أنهم لا يحملون بداخلهم سوَى الشر بمختلف أنماطه لكل مَن يحمل بداخله حُبًا للوطن.

مصر انتفضت فى 30 يونيه 2013، وتحرّرت بغير رجعة من كابوس الإخوان.. وجدان الشعب هو الذي اختار؛ بإرادة حُرّة!!