الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
أنا وقـلمى .. وداعًا.. زميل مهنة المتاعب

أنا وقـلمى .. وداعًا.. زميل مهنة المتاعب

عرفناه صديقًا وزميلًا نبيلًا، محبًا للحياة ومحبًا لمصر رغم زواجه من سويسرية، إلا أنه كان لا يستطيع الابتعاد عن مصر الحبيبة كثيرًا، فهو كان عاشقًا  لشوارعها وترابها ومقاهيها، برغم آرائه وكتاباته الساخرة الناقدة والمتميزة فى نفس الوقت؛ فإنه كان لا يتحمل البعد عنها كثيرًا، ورغم أنه كان يبدو عليه أنه حازم وشديد فى تعاملاته، فإننى اكتشفت من سنوات قليلة فقط - ومن خلال لقاء الأربعاء الأسبوعى فى «القصر» مقر مجلتنا الغراء روزاليوسف، والذى كان يحرص «عاصم» على التواجد فيه دائمًا، أنه إنسان خلوق وحساس، دمث الخلق، بسيط، متواضع، عاشق للصحافة المصرية، وكان عاصم قد أنهى دراسته العليا فى كلية الإعلام بجامعة القاهرة فى الثمانينيات، وتم اختياره مع أربعة آخرين من أوائل الكلية للتدريب فى جريدة الأهرام حينذاك، ثم انتقل بعد ذلك إلى مجلة روزاليوسف، ليعمل مع الأستاذ صلاح حافظ - رحمة الله عليه - أحد أساطير المهنة والصحافة، وأحد رؤساء التحرير المميزين فى مصر، الذى تعلم منه  الأسلوب الساخر فى الكتابة، على أنه أفضل وسيلة من وسائل التعبير عن الرأى والنقد بشكل غير مباشر، وبدأ مسيرته الصحفية مع الكاتب الكبير محمود السعدنى - أحد رواد الصحافة الساخرة فى مصر - حيث تأثر بمدرسته الصحفية الساخرة، ليصبح هو الآخر أحد أبرز كُتَّاب الصحافة الساخرة فى مصر، وكان يكتب مقاله الأسبوعى فى الصفحة الأخيرة من مجلة روزاليوسف لآخر يوم فى حياته، حتى تعرض منذ حوالى شهر لأزمة صحية مفاجئة، حتى وافته المنية الثلاثاء الماضى 13 يونيو 2023 ليلحق برموز مصرية كثيرة، رحلت عن دنيانا - سواء علماء أو سياسيين أو فنانين أو ممن عملوا فى بلاط صاحبة الجلالة - فى السنوات القليلة الأخيرة، رحم الله زميلنا العزيز المبدع «عاصم حنفى» وأسكنه فسيح جناته، وألهم أسرته الصغيرة «زوجته وبناته» وأسرته الكبيرة «زملاءه وأصدقاءه وتلامذته ممن تعلموا على يديه الصحافة الساخرة» الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.