الأحد 19 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
أنا وقـلمى .. نظرة على  «الحوار الوطنى»

أنا وقـلمى .. نظرة على «الحوار الوطنى»

مما لا شك فيه أن «الحوار الوطنى» الذى تدور أحداثه حاليًا، والذى انطلقت أولى جلساته فى أوائل شهر مايو «2023»، بتكليف من الرئيس عبدالفتاح السيسى، هو حوارٌ مهمٌ لإيجاد مساحة مشتركة بين كل تيارات وفئات المجتمع المصرى؛ للوصول إلى نقطة انطلاق لمناقشة جميع القضايا النوعية على الساحة الوطنية.. ومن خلال متابعتى لجلسات «الحوار الوطنى» عبر شاشة التليفزيون، والتى تُنقل على الهواء مباشرة، أتاحت لى فرصة تسجيل الملاحظات، ويمكن أهم إيجابية فى نظرى هى الحرص على أن يكون الحوار علنيًا فى كل جلساته، كما تمّت دعوة كل وسائل الإعلام المصرية- من دون استثناء- لتغطية الجلسات، وهو ما يدل على الجدية والوضوح والصراحة والشفافية، كذلك الحرص على مشاركة مختلف القوى السياسية والنقابية والمجتمع الأهلى والشخصيات العامة والخبراء- مَهما كانت خلفياتهم السياسية- مما أعطى فرصة كبيرة لإنجاحه، فى وقت تسعى فيه الدولة المصرية إلى إيجاد حلول لأزماتها الاقتصادية والاجتماعية، عبر نقاشات موسعة مع القوى السياسية والنقابية وعن السلبيات التى نتجت عن جلسات «الحوار الوطنى» حتى الآن، بعض الوجوه التى طلت علينا فى الجلسة الافتتاحية للحوار، والتى أثارت غضب معظم المصريين ممن حرّضوا على العنف ومارسوه وشاركوا فيه، وهناك أيضًا إحساسٌ عامٌ سواء من المشاركين فى الحوار أو المتابعين له؛ بأن هناك من يعتقد أن الحرية والديمقراطية مِلكٌ له- وبخاصة من المعارضة- وأنهم يعتقدون أن ما يطرحونه هو الصواب، ولو كان مخالفًا للدستور، فى محاولة لفرض الرأى بالصوت العالى، وهذا يتضح عندما تكون القاعات مكتظة بالحضور عند مناقشة القضايا السياسية الخاصة بنظم الانتخابات، أو ملف الإدارة المحلية والمجالس المحلية أو الأحزاب، بينما عندما يتعلق الأمر بالتعليم والصحة والسكان- وهى القضايا الأهم- يكون الحضور لا يتناسب مع أهمية هذه القضايا للشعب المصرى، ناهيك عن إغراق جلسات الحوار بعدد كبير من المتحدثين فى وقت محدد وغير كافٍ- معظم الأحيان- لشرح أفكارهم ومقترحاتهم بأريحية.



أهم ما نصبو إليه جميعًا من هذا الحوار، الذى سيكون ناتجًا لمشاركة الأحزاب والقوى السياسية وأعضاء مجلس النواب والممارسين والخبراء فى جميع المجالات؛ أن تنتج عنه قرارات وقوانين مطلوب تغييرها أو تعديلها، وليس توصيات؛ لأننا جرّبنا كثيرًا أن تكون هناك توصيات لا تخرج عن كونها توصية غير مُلزمة للتطبيق أو الاستخدام، وهو ما أعتبره إهدارًا لوقت وجهد وأموال المصريين، ولا بُدّ أن نعترف بأن طريق الحوار ليس سهلًا، ولكن كلنا أمل أن يصل بنا ولو خطوات قليلة إلى الأمام، بحماية من الإرادة السياسية التى دعت لعَقد هذا الحوار، وأيضًا بحماية نوايا المشاركيين المخلصين الراغبة فعلًا فى إنجاح هذا الحوار.. وتحيا مصر.