الأحد 19 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
أنا وقـلمى .. الدروس المستفادة من الانتخابات التركية

أنا وقـلمى .. الدروس المستفادة من الانتخابات التركية

تصدر الرئيس التركى رجب طيب أردوغان - والمنتهية ولايته بعد أن حكم البلاد لأكثر من عشرين عاماً- نتائج الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية بحصوله على «49.5 %» من الأصوات خلافاً لكل التوقعات، وبصرف النظر إذا ما كنا نتفق أو نختلف حول أردوغان وسياساته، إلا أننا خرجنا من تجربة الجولة الأولى من الانتخابات التركية بعدة دروس نذكر منها  هنا أنه ورغم تعرض البلاد منذ ثلاثة أشهر ماضية لكارثة إنسانية كبرى جراء الزلزال الذى ضرب المناطق الجنوبية منها وأودت بحياة «48» ألف مواطن تركى، إلا أن النظام السياسى التركى بمؤسساته العامة وسلطاته العليا وأحزابه السياسية - بمن فيها  الحزب الحاكم- لم يتأخروا فى عقد الانتخابات فى موعدها المحدد، ولم يختلقوا الحجج والمبررات للتهرب من عقد هذا الاستحقاق فى موعده.. والدرس الثانى هو أنه رغم توقع الكثيرين أن يكون لهبوط الليرة - الذى رفع التضخم إلى «85 %»- تأثير يدفع الناخبين الأتراك إلى التصويت ضد أردوغان، إلا أن الرئيس التركى لجأ لرفع الحد الأدنى للأجور ثلاث مرات خلال سنة، فى محاولة لكسب أكبر عدد من الأصوات عن طريق مضاعفة رواتب موظفى القطاع العام، والدرس الثالث هو أنه رغم أن التصويت الكردى هو الذى يُفسر النتيجة الجيدة للمعارضة، فإنه غير كاف لفوز المعارضة بالانتخابات، كذلك عندما وضع أردوغان استراتيجيته القائمة على ربط المعارضة بالأكراد وبحزب العمال الكردستانى والإرهاب، اتضح أنها استراتيجية ناجحة.. والدرس الرابع هو أنه رغم أن الناجين من الزلزال المدمر الذى ضرب البلاد فى فبراير الماضى قد عبروا عن غضبهم الشديد لتأخر الدولة فى الوصول إلى محافظاتهم لمساعدتهم، لا سيما فى أديامان وهاتاى، إلا أن وعد أردوغان بإعادة بناء «650» ألف منزل للناجين من الزلزال فى أسرع وقت ممكن، كان وراء حصوله على نتائج عالية جداً فى أغلب المحافظات المتضررة.. أما الدرس الخامس فهو أن معظم استطلاعات الرأى قد أظهرت تقدم كليجدار أوغلو على أردوغان، لدرجة أن بعضها توقع فوز المعارض من الجولة الأولى، لكن الرئيس التركى أثبت أنها على خطأ بحصوله على «49.50 %» من الأصوات، رغم عدم حسم المعركة الانتخابية من الجولة الأولى كما حدث فى «2018».. أما الدرس الأخير فهو أن - وبنسبة إقبال تاريخية بلغت نحو «89 %»- سجلت الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التى جرت الأحد فى تركيا نسبة مشاركة تاريخية، متفوقة على ما حققته كبرى الديمقراطيات العريقة فى العالم خلال السنوات الماضية، ونتمنى أن تنتقل عدوى المشاركة الانتخابية بنسب عالية إلى مصر، وكل الدول العربية.. وتحيا مصر.