السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
 انطباعات

انطباعات

 يتجلى انتهاكُ لغتنا العربية الجميلة  وازدراؤها بأسوَأ ما يكون مُمثلاً فى أداء الكثير من المُعلقين الكرويين ومُقدمى البرامج الرياضية والمُراسلين فى الملاعب حيث يستخدمون تعبيرات وألفاظا خاطئة ومغلوطة ومعيبة تشى بجهلهم الكامل بأبجديات اللغة وقواعدها الأوّلية التى تدرَّس فى المَدارس الابتدائية.. وهم لا يكتفون بنصب الفاعل وجر المفعول به ورفع المضاف إليه.. فيستخدمون مفردات لغوية غريبة بغرض التوكيد فتعكس المعنى المطلوب طرحه.. فإذا أرادوا أن يقولوا إن مستوى أداء اللاعبين مرتفع (إلى حد كبير).. قالوا إنهم رائعون (إلى حد ما) وإذا أشادوا- مَثلاً- بحَكم المباراة.. قالوا الحَكم ممتاز جدًا (إلى حد ما).. ويكررون لفظ (يمكن) تكرارًا سخيفًا على هيئة (لازمة لغوية) فإذا أرادوا- مثلاً- أن يؤكدوا أن فريقًا ما اكتملت عناصره قالوا (يمكن) اكتملت عناصره.. وإذا أرادوا أن يقولوا إن اللاعبين موجودون الآن فى أرض الملعب.. و(يمكن) اللاعبون موجودون فى أرض الملعب.. و(يمكن) الفريق الفلانى كسب المباراة.. وهكذا.. وهم يستخدمون كلمة (الشراسة) والتى تعنى (العُدوان) و(الإجرام) ليُعبروا بها عن قوة الأداء وتفوُّق المدافعين ومهارة المهاجمين.. وبعضهم فى النهاية مزهوون وسعداء بجهلهم وجهلهم مزهوٌ وسعيدٌ بهم.



 السؤال الذى يطرح نفسَه ولا نجد له إجابة شافعة.. هل هناك ثمّة رقابة أو توجيه أو معايير محددة تضمن منظومة الأخلاق والقيم ومراعاة الآداب العامة والذوق العام والمبادئ العامة فيما تطرحه سيول الإعلانات التى تنفجر فى وجوهنا ليلاً ونهارًا من خلال شاشات التليفزيون.. والأمثلة كثيرة على قبح المحتوى وتدنى المستوى الأخلاقى المطروح.. والرسائل غير المهذبة فى فرض ممارسات رديئة من خلالها.. فهل من المعقول أن يصور إعلانٌ عن نوع معين من الجبن شابًا بصحبة فتاة يتخطى دوره فى دفع الحساب فى «السوبر ماركت» ويتجاوز عنوة طابورًا طويلاً من المواطنين لأنه اشترى هذا النوع من الجبن.. ثم يتوجهان إلى السينما ويجبران العامل على الجلوس فى مقعدين بعينهما يستلزم إخلاؤها من آخرين جالسين بهما.. ثم يذهبان إلى كافيتريا ليشاهدا مباراة كرة قدم فيهدد الشابُ الجالسين بعدم تغيير القناة حتى يذهب لقضاء حاجته واضعًا علبة الجبن على المنضدة فهى التى تمنحه هذا الحق.. وفى طريق العودة يقود السيارة فى طريق عكسى وحينما يعترضه شرطى يبرز له عليه الجبن المختارة!!

وإعلانٌ آخر تطلب فيه أمٌّ من طفلها المذاكرة فيرفض بتسلط وصلافة معلنًا كراهيته لكل المواد والمَناهج المَدرسية.. وإعلانٌ ثالث تتدخل فيه الأمُّ لفض الاشتباك بين ولديها المتنازعين على تناوُل أنواع من الطعام فيزجرها أحدُهم صائحًا بتطاوُل وقلة أدب: بَس يا ماما.

هل من رقيب.. هل من مغيث يمنع هذه المهازل؟!