أنا وقـلمى .. قضايا موسمية

هناك قضايا ومشكلات كثيرة يتم تداوُلها وتناوُلها فى نفس الوقت من كل عام بطريقة مملة ومستفزة، ولا يتم حلها بأسلوب علمى وجذرى ونهائى، على سبيل المثال؛ ومع حلول موسم الامتحانات يُثار فى مِثل هذا الوقت من العام دائمًا آفة تسريب الامتحانات التى لا تنتهى، رُغْمَ جهود وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنّى لمنعها؛ من خلال رصد وتتبع مسرّبى الأسئلة وتشديد العقوبات على الغش والتسريب، ورُغم أن هناك العديد من الحلول والنصائح للحد من هذه الظاهرة؛ فإنها لا تزال تطفو على السطح، وتفرض نفسها على الواقع التعليمى فى مثل هذا الوقت من العام الدراسى، ناهيك عن ظهور قضية موسمية أخرى وهى منع دخول المحجبات لبعض الشركات والمطاعم والشواطئ؛ بحجة أن لهذه المنشآت قواعد معينة تفرض هذا المنع، فى حين أن هناك رأيًا آخر يَعتبر هذا المنع عنصرية واضحة، مما دفع بعض المحجبات للجوء إلى وسائل التواصُل الاجتماعى للشكوَى من تعرضهن للتمييز، آخرها طرد طالبة بكلية الطب و«15» من صديقاتها من مطعم شهير بالقاهرة لوجود محجبة بينهن، رُغم أن المطعم لم يُخبرهن مسبقًا بمنع المحجبات من دخول المكان، وأيضًا، ومع دخول فصل الصيف كل عام وظهور فاكهة الصيف الجميلة والمميزة التى تشتهر بها مصر؛ تنتشر أنباءٌ وإشاعات عن تسمم فاكهة الصيف- الخوخ والبطيخ بالتحديد- ويظهر علينا المسئولون لنفى هذه الشائعة الموسمية، مؤكدين أن فاكهة وخضروات فصل الصيف آمنة تمامًا، ولا يوجد بها ما يسبب نزلات معوية أو تسمم كما قيل على بعض مواقع التواصل الاجتماعى، ولا ننسى أنه مع كل شتاء فى مصر- وعلى مدار الخمسين سنة الماضية- ومصر تعانى من وقف الحال الناجم عن سقوط الأمطار فى معظم محافظاتنا؛ خصوصًا الساحلية، وذلك بسبب تغيُّر المُناخ الذى شهده العالم كله، رُغم أن هناك الكثير من الحلول الحكومية، ومنها على سبيل المثال وليس الحصر؛ مقترح اللواء شريف فهمى بشارة محافظ الإسماعيلية لحل دائم لمشكلة تجمُّع مياه الأمطار والمياه الجوفية بممر السكك الحديدية بحى أول مدينة الإسماعيلية؛ وذلك بإنشاء خَط طرد بداية من المَمر حتى ترعة الإسماعيلية؛ حلًا للمشكلة المستمرة منذ إنشاء المَمر، على أن تقوم مديرية الطرُق والنقل بالإسماعيلية بتنفيذ الأعمال بشكل فورى.

ناهيك عن الشائعات التى تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعى بسرعة الصاروخ، والتى تستهدف قطاعات عديدة، ويصدّقها عددٌ كبيرٌ من المواطنين، وينبغى علينا جميعًا كمواطنين عاديين أو كإعلاميين أو كمسئولين فى جميع مؤسّسات الدولة المصرية زيادة الوعى عبر وسائل الإعلام المختلفة وفى المَدارس والجامعات وعن طريق القوَى الناعمة؛ حتى يتم وقفُ أو الحدُّ من تناوُل هذه القضايا مع كل موسم.. وتحيا مصر.