الثلاثاء 8 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
أنا وقـلمى .. قلبى مع مصر

أنا وقـلمى .. قلبى مع مصر

لا أحد يستطيع أن يتنبأ متى تنتهى المواجهات المؤسفة والجارية الآن بين الجيش السودانى وميليشيا الدعم السريع، التى دخلت أسبوعها الثالث- رُغْمَ الهُدنة- حتى لحظة كتابة هذا المقال؛ حيث فوجئ «45» مليون سودانى والعالم كله صباح يوم السبت الموفق «15» إبريل «2023» باندلاع حرب فى العاصمة «الخرطوم» بين قوات الجيش الوطنى السودانى، وميليشيا الدعم السريع التى أنشأها البشير فى أغسطس «2013» للقتال بدلًا من الجيش فى دارفور بعد قرارات الأمم المتحدة.. هذه القوات تعتمد فى تكوينها الأساسى على مليشيات «الجنجويد»، ولكن تمكن محمد حمدان دقلو «حميدتى» من الاستئثار بالسُّلطة فيها- باعتباره القائد الميدانى- تحالف مع البرهان- قائد الجيش- للإطاحة بنظام حُكم عمر البشير، ثم تحالف معه مَرّة أخرى عام «2021» ضد التيار المدنى، بعد محاولة الأحزاب الاستيلاء على السُّلطة، ورُغم الاختلافات العميقة بينهما؛ فإن المَصالح جمعت بينهما إلى أن طمع «حميدتى» فى أن يتصدر المشهد بهذا السيناريو الحادث الآن؛ خصوصًا أنه نجح فى تثبيت وضعه الدولى بحنكة وذكاء، فهو قائد لميليشيات «الجنجويد» التى قامت بمذابح فى دارفور، وهو الذى سيطر على مناجم الذهب السودانية ويقوم بتصديره للإمارات بأسعار تفضيلية، وهو أيضًا الذى يُسَيّر دوريات على الحدود مع ليبيا وتشاد ضمن تنفيذ مبادرة مشتركة بين الدول الأوروبية والسودان؛ لمنع المهاجرين من التوجه إلى أوروبا؛ ليضمن التعاطف الغربى معه، وهو مَن دفع تشكيلات من قواته للحرب مع الجيش الوطنى الليبى خلال معركة طرابلس فى إبريل «2019»، مما مكنه من الاقتراب من روسيا، وضمان تأييدها له، كما أنه دفع تشكيلات أخرى للمشاركة فى حرب اليمن، ناهيك عن رهانه الرئيسى على إثيوبيا من خلال استغلال مشكلة سد النهضة.. كل هذا النشاط الدولى الذى قام به «حميدتى» حقق له عائدات مالية تُقدر بملايين الدولارات، بما سمح له بدعم قدراته التسليحية، وشراء أنصار له فى مواقع النفوذ بالدولة السودانية، ولكن الموقف انفجر بين القائدَيْن مؤخرًا- وهو أمر طبيعى- حيث إنه لا توجد دولة فى العالم يوجد لها جيشان بقيادتين مختلفتين؛ لأن تقسيم الجيش على هذا النحو لا يمكن أن يحقق أى أمن للبلاد؛ خصوصًا بعد أن سقطت عدة دول فى المنطقة نتيجة الانقسام داخل الجيش، وفى اعتقادى أن ما يحدث فى السودان الآن هو جزءٌ من الصراع الدولى بين روسيا والغرب، وامتدادٌ للحرب الدائرة على الساحة الأوكرانية، وهو أيضًا لصيق الصلة بأزمة سد النهضة؛ حيث تسعى «أديس أبابا» إلى الانتهاء من الملء الرابع فى أكتوبر المقبل، بمعنى أوضح أنه رُغْمَ أن الحدث فى السودان ولكن الهدف مصر.



قلبى مع وطنى.. قلبى مع جيش مصر خير أجناد الأرض.. قلبى مع الشعب المصرى العظيم الذى يقف وراء جيشه وشرطته، ويثق فى قيادته الرشيدة.. وتحيا مصر.