الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
انطباعات  درامية

انطباعات درامية

 أما وقد اجتزنا شهر «رمضان» فى رحلتنا الميمونة مع الدراما التليفزيونية فإن مفاجآت سارة تطل علينا ربما تمثل اعتذارا للمتفرج عن أعمال متعددة متواضعة المستوى تقليدية المحتوى تتصدى لموضوعات متكررة ومعادة بعيدة عن قضايا المجتمع المصرى المعاصر الحقيقية باستثناءات قليلة لعل أهمها – من وجهة نظري– المسلسل الرائع «رسالة الإمام» الذى كتبه الموهوب «محمد هشام عبية» واخرجه المبهر «الليث جو» وبطولة «خالد النبوى» والذى يمثل اتجاها جديدًا وحميدًا وتغيرًا مبدعًا وخلاقًا لمفهوم الدراما التاريخية الدينية فى الشكل والمضمون.. ويسعى لرؤية تنويرية بعيدة عن خطابية زاعقة أو أداء انفعالى صارخ أو عظات أخلاقية مباشرة فى إطار من شاعرية اخاذة فى استخدام مفردات الصورة المرئية التى يجيد فيها المخرج التعامل مع أدواته الفنية من تكوين الكادرات وحركة الكاميرا وزوايا التصوير وتأثيرات الظل والنور واداء الممثلين.



أما المفاجآت السارة فقد لمستها فى مسلسلين من إبداع مخرجين وكتاب سيناريو ينتمون لأجيال شابة جديدة.. هما مسلسل «تحت الوصاية» تأليف «شيرين وخالد دياب» وإخراج «محمد شاكر خضير» وبطولة «منى زكى».. والثانى مسلسل «تغيير جو» سيناريو وحوار «منى الشيمى» وإخراج «مريم أبو عوف» بطولة «منة شلبى».. الأول تراجيديا تبحر مع بطلته الأرملة البسيطة المعيلة لطفلين تخوض رحلة مريرة من العمل الشاق بجسارة بمفردها وسط عالم الصيادين ضد العوز والاحتياج فى شقاء إنسانى يبرع المخرج فى تجسيده دون مبالغات ميلودرامية أو مغالاة انفعالية لشخصيات مطحونة تبحث عن معنى لوجودها فى مجتمع قاسٍ.. والمسلسل الثانى هو «تغيير جو» يغوص فى ثنايا النفس الإنسانية لمأساة بطلة تعانى من عذاب كيفية التعامل مع امها المطلقة نزيلة مصحة الامراض العصبية.. وتبرع فيه المخرجة فى تجسيد الانفعالات النفسية المتضاربة للشخصيات الدرامية بإيقاع خلاب هادئ ومتمهل وموحى تحقق من خلاله تأثيرًا عاطفيًا لمشاهد تهز الوجدان وتدعو إلى مزيج من الأسى الشفاف والحزن المضنى.

وباستثناء مسلسل «مذكرات زوج» المأخوذ عن كتاب الساخر العتيد «أحمد بهجت» وإخراج «تامر نادى» وبطولة «طارق لطفى» وعرض منذ بداية الشهر الكريم.. وبه مواقف غنية بالمفارقات وسوء التفاهم فى العلاقات الزوجية بين البشر يعانون وحدة إنسانية وفراغًا عاطفيًا ورغبة «موحشة».. فإن الكوميديا فيما عرض فى المسلسلات الأخرى تخاصم ذلك الفن الجميل بل تمثل إهانة مخزية له.. حيث لا تعدو كونها هزلًا.. واسكتشات خاوية من المعنى والقيمة.. وضحكًا خشنًا تافهًا.