الأربعاء 11 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
كلمة و 1 / 2.. درس جعفر.. (لا تتعالوا على الذائقة الشعبية)!!

كلمة و 1 / 2.. درس جعفر.. (لا تتعالوا على الذائقة الشعبية)!!

حالة نادرة من التماهى حدثت بين مسلسل (جعفر العمدة) والجمهور، لا يمكن اختصارها فى ارتداء (تى شيرت) توضع عليه صورة رمضان، أو بعض الشباب يتحدث بنفس طريقة جعفر، أو يقلب السكر فى الشاى بالملعقة المقلوبة على الطريقة (الجعفرية)، ويحاكيه فى كل تفاصيله، علينا أن نتوقف قليلا ونتأمل، وليس معنى التأمل أن تسقط كل معاييرك، ولكن فقط نتمهل ونحن نبحث عن إجابة، فلا نستعين فى التحليل بالإجابات القديمة المعلبة.



ليس من الذكاء أو المنطق الاحتكام فقط للمعايير النظرية فى الحكم على العمل الفنى، هناك تفاصيل متعددة لها علاقة مباشرة بتفاعل سحرى بين الشاشة والجمهور، أو بتحديد أدق بين بطل العمل الفنى والجمهور، لا تستطيع وأنت مطمئن أن تُخضع كل ما تراه إلى قاعدة لها مرجعية نظرية مسبقة، هناك أشياء عندما نراها نبحث لها عن قانون، وربما هى التى تخلق قانونها.

أول ما ينبغى إدراكه ألا نضع العمل الفنى مباشرة تحت مقصلة المعايير المتعارف عليها، نحن عادة نميل إلى تطبيق القاعدة التى درسناها واستوعبناها وطبقناها على عدد من الأعمال بعيدا عما يجرى حقيقة فى الحياة، وهو يعبر قطعا عن كسلنا الفكرى.

أحيانا تصبح العيوب مزايا، كانت النجمة الإيطالية صوفيا لورين تتلقى الكثير من السخرية بسبب اتساع فتحة فمها عما هو معتاد، وتم تشبيهها بالفك المفترس، ولكن بسبب هذا الفك الذى يخاصم كل قواعد التناسق الجمالى صارت واحدة من أحلى نجمات العالم.

الكثير من العيوب الدرامية أراها واضحة بجلاء فى سيناريو (جعفر العمدة)، الذى لا يكف فيه الأبطال على أن يقدم كل منهم (مونولوج) طويلًا بينما كل من يشاركه اللقطة ينتظر أن ينتهى من الأداء.

هذا الأداء المنفرد ضد طبيعة الدراما بل ويضربها فى مقتل، بينما الحقيقة التى نشاهدها واقعيا، أن هذه المشاهد تحديدا من أهم الأسباب التى دفعت الجمهور للترقب، القفلة الحراقة والصاخبة فى كل حلقة، التى تدفع الكاتب للبحث عن حكاية أخرى، أو قراءة مشهد سابق برؤية مغايرة للقراءة الدرامية الأولى، وغيرها، كلها لعبت أدوارا إيجابية لصالح (جعفر العمدة).

الناس من المؤكد لديها أسباب فى الاختيار، وعندما يبحث (الريموت كونترول) بعد المدفع مباشرة عن هذا المسلسل وتتوحد عليه الأغلبية علينا أن ننصت لرأى الناس، بينما البعض منا يبدد طاقته لاعنا (الريموت).

ما اٌقرأه بين الحين والآخر أراه يحمل استخفافا بإرادة الناس، وكأنهم اختاروا جميعا الرداءة بديلا عن الرصانة.

المسلسلات التى نراها على الميمنة والميسرة، وهى تحمل ادعاء فكريًا أو سياسيًا، هى التى تجعل الجمهور يكتشفها من البداية ويذهب بكل مشاعره، إلى أعمال درامية أخرى، لا تكذب ولا تتجمل، بل تقدم له البضاعة الدرامية مكشوفة وبلا أوراق سوليفان، تلاعب الجمهور ولا تتلاعب به.

 مسلسل (جعفر العمدة) الذى أنهى حلقاته أمس، بينما تداعياته لا تزال مستمرة فى الأشهر القادمة، يستحق قراءة اجتماعية وسياسية واقتصادية قادمة، حتى نكشف سر لغز حالة التماهي الاستثنائية مع محمد رمضان!!