الأربعاء 4 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
كلمة و 1 / 2 .. (عيد وهالة) الخروج من تنميط الدراما !!

كلمة و 1 / 2 .. (عيد وهالة) الخروج من تنميط الدراما !!

يخشى أغلب فنانينا خاصة النجوم من إجراء أى تغيير ولو محدود يؤدى إلى تغيير فى الصورة الذهنية التي ارتبطت بهم، الناس فى البداية بسبب كسلهم الذهنى ورغبتهم فى التعاطى مع العمل الفنى بأقل قدر ممكن من المجهود، تريد من الفنان أن يكرر نفس البضاعة التي عودهم عليها، إلا أنهم بعد أن يصل إلى مرحلة التشبع يبدأون فى توجيه أشد واقصى واقسى عبارات الغضب،وتتراجع حالة التماهى مع الفنان تدريجيا، المبدع الذكى، وفى كل المجالات هو القادر على حسن اختيار لحظة تغيير المؤشر، وقبل أن يقول له الجمهور نكتفى بهذا القدر، يكتفى هو بهذا القدر.



لدينا فى دراما رمضان أكثر من محاولة لتغيير البصمة الفنية التي تعودنا عليها، أضع فى المقدمة أحمد عيد، الذي ارتبط منذ انطلاقه قبل أكثر من عشرين عاما بالكوميديا، إلا أنه فى مسلسل (عملة نادرة) انطلق بعيدا عما عودنا عليه بشخصية الصعيدى القاتل، راهن المخرج ماندو العدل على الممثل الكامن داخل عيد، والذي كان يتحين اللحظة للتعبير، عيد بالفعل فى أدواره التي تصنف كوميديا، يقدمها أساسا كممثل يعايش الشخصية بكل أبعادها، وذلك مع أول الأفلام التي شارك فى بطولتها ولفتت الأنظار إليه، (فيلم ثقافى)، الضحك يتوهج من خلال القدرة على الأداء بجدية.

التغيير الذي شاهدنا عليه عيد هذه المرة فى (عملة نادرة)، ليس مجرد شخصية درامية أجادها أو حتى لهجة أتقنها ولكن تعبير عن حقد دفين فى أعماق أخ تجاه شقيقه، حقد متعدد الاتجاهات، عنقودى فى تدميره وصل للذروة فى فعل القتل لأقرب الناس إليه.

لا أعتقد أن عيد سيبحث عن أدوار مماثلة فى القادم من الأعمال، ولكنه فقط سيمنح للمخرجين مساحة أكبر فى الاختيار، سيبدو فاتحًا ذراعيه للجميع، والتردد الذي عاشه فى البداية بين الرفض والقبول فى (عملة نادرة) سيخفت تدريجيا، هذا الإحساس بالمعاناة التي عاشها خوفا من غضب الجمهور أو كحد أدنى رفضهم للتغيير، أعتقد أنه سينتفى فى المرات القادمة أو كحد أدنى سيتضاءل. ونصل إلى محطة هالة صدقى حيث توجهت إلى كوميديا (الفارس)، تؤدى دور (صفصف)، المرأة القوية التي تعيش كملكة ومن يعرف تلك الشفرة من الدائرة القريبة منها، يكتسبها بسهولة إلى صفه.

تمارس دور الملكة فى منزل (جعفر العمدة ) والكل ينصت لها وينفذ أوامرها وبلا نقاش، بما فيها جعفر فهى (عمدة العمدة)، الشخصية كما كتبها محمد سامى على الورق تنضح بكل المبالغات ولكن ما منحها مصداقية هو أن هالة أحبتها وتعاطفت معها، وبدأت تتلمس تفاصيلها، فوجدت صدى عميقًا فى الشارع بكل هذه اللمحات كفن أداء والتي نجحت هالة فى منحها للشخصية وصارت من دم ولحم، تواجد (صفصف) على الشاشة بات فى كل حلقة هو ومضة الضحك التي تدفعنا للضحك من القلب وبصوت عال!!