الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رسائل الأندية الإنجليزية إلى المسلمين فى رمضان

رسائل الأندية الإنجليزية إلى المسلمين فى رمضان

منذ أيام أعلنت أربعة أندية إنجليزية عن تنظيم إفطار رمضان فى ملاعبها، وهو أمْرٌ يحدث لأول مرّة فى تاريخ أندية الدورى الإنجليزى.. المبادرة بدأت من نادى تشيلسى الذى كان أول مَن أعلن عن إقامة إفطار رمضانى فى ملعبه «ستانفورد بريدچ»، وقال تشيلسى فى بيان عبر موقعه الرسمى: «يتيح الإفطار المفتوح للمسلمين فى شهر رمضان فرصة التجمع لتناول الإفطار معًا، بالإضافة إلى توفير مساحة للحوار، وهو حدث مجتمعى مهم فى المملكة المتحدة».. وأشار النادى إلى أنه ستتم دعوة عدد من المساجد المحلية وأعضاء الجالية المسلمة وطلاب المدارس فى منطقة تشيلسى للحضور إلى جانب موظفى النادى.. وقال سيمون تايلور رئيس مؤسّسة تشيلسى الخيرية: «نحن فخورون للغاية بأن نكون أول نادٍ فى الدورى الإنجليزى الممتاز يقوم بذلك، وإن الاعتراف بشهر رمضان ومجتمعنا المسلم هو جانب مهم من عملنا فى تعزيز التسامح الدينى، وأنا أتطلع إلى الترحيب بالجميع فى هذا اليوم».. ويقيم النادى اللندنى هذا الإفطار بالتعاون مع مشروع «خيمة رمضان»، وهى مؤسّسة خيرية تأسّست عام 2013، وتبع تشيلسى فى نفس النهج ناديا «كوينز بارك رينجرز» و«براتون آند هوف البيون»، وعلى نفس الطريق سار نادى «أستون فيلا» الذى أعلن أيضًا عن تنظيم إفطار مفتوح للمسلمين خلال شهر رمضان على ملعبه.



وكتب الحساب الرسمى للنادى عبر تويتر: «يسعدنا أن نعلن عن تنظيم إفطار مفتوح خلال شهر رمضان للمسلمين على ملعبنا «فيلا بارك» يوم الأربعاء الموافق 5 أبريل المقبل»، وقال النادى: «إنه بذلك يكون رابع الأندية الإنجليزية التى تقوم بهذه المبادرة هذا العام».

وفى رمضان من العام الماضى فتح نادى «بلاكبيرن روفرز» أبوابه أمام المسلمين لأداء صلاة عيد الفطر على ملعبه، ونشر النادى الذى يلعب فى دورى الدرجة الثانية الإنجليزى مقطع فيديو لمشهد اصطفاف المصلين فى الملعب، وعَلّق النادى وقتها فى حسابه عبر تويتر، قائلاً: «أصبح «الروفرز» هذا الصباح أول نادٍ لكرة القدم فى البلاد يقيم صلاة العيد على أرض الملعب بمناسبة نهاية شهر رمضان».

هذه التصرفات التى تحمل روح السماحة وقبول الآخر واحترام معتقده هى رسائل إنسانية مهمة ووسيلة رائعة لإدماج المهاجرين والقادمين من دول أخرى فى المجتمع الإنجليزى، وتقلل من ظاهرة «الإسلاموفوبيا» التى تزداد وتيرتها فى الغرب كله، وبلا شك سينعكس هذا التصرف على علاقة المسلمين بهذه الأندية فى المدن المختلفة التى يسكنون فيها بالقرب من ملاعبها ومقرّاتها، كما تزيد من رابطة اللاعبين المسلمين بهذه الأندية وقبلها بالدولة التى يعيشون فيها، ولكن ماذا عنّا؛ هل يمكن أن نقرأ هذه الرسائل ونعى مضمونها وأهدافها؟ وهل يمكن لأنديتنا أن تسير على نفس النهج؟ بالطبع لا أقصد أن تقوم أنديتنا بعمل إفطار فى ملاعبها، رُغْمَ إمكانية قيامها بعمل مأدبة ليوم واحد تدعو فيه الفقراء فى المناطق المحيطة بها للإفطار، وهو ما يزيد من الارتباط بها وفى نفس الوقت تؤدى دورًا اجتماعيًا مطلوبًا، ولكن الأهم أن ننظر إلى لعبة كرة القدم باعتبارها وسيلة لنشر المبادئ الإنسانية، وأن تلعب أنديتنا دورًا اجتماعيًا وإنسانيًا وتساهم فى حل بعض المشاكل الموجودة فى المجتمع، مثلاً على أنديتنا أن تبحث عن وسيلة لضم الموهوبين من المسيحيين للفرق الرياضية، عن طريق مبادرات جادة لتحقيق الشفافية فى قطاعات الناشئين عند اختبار واختيار اللاعبين الجدد، ومنها أن تدعو الأندية المسيحيين فى المناطق القريبة منها من غير أعضائها للاحتفال بالأعياد داخلها وقضاء يوم بها، وإتاحة ملاعبها ومنشآتها لأولادهم مجانًا فى هذا اليوم، ولأن أنديتنا مختلفة عن الأندية الإنجليزية؛ حيث إن الأخيرة يقتصر نشاطها على الرياضة فقط فى حين أن أنديتنا اجتماعية وثقافية بجانب النشاط الرياضى، ولذلك يمكن أن يكون لها دور فى ترسيخ الوحدة الوطنية وقبول الآخر والتسامح من خلال عقد الندوات الثقافية والدينية مع رجال الدين المستنيرين مسلمين ومسيحيين، ويمكنها أيضًا منح ملاعبها مجانًا للمدارس المحيطة بها التى تفتقد الملاعب لتنظيم يوم رياضى وإقامة دورات وأنشطة رياضية، كما أن الأندية التى رفعت رسوم العضوية بها حتى قاربت المليون جنيه وزادت بها الاشتراكات السنوية تستطيع المساهمة بالاشتراك مع وزارة الشباب والرياضة فى إنشاء مراكز شباب وملاعب خماسية تحمل اسمها فى المناطق الفقيرة القريبة منها، ويساعد على ذلك أن هذه الأندية تضم فى عضويتها ومجالس إداراتها عددًا كبيرًا من الأثرياء والمليونيرات الذين يمكن لإدارات الأندية دعوتهم وإقناعهم بالتبرع من أجل هذا الدور الاجتماعى.

ما سبق مجرد اقتراحات ويمكن أن تكون هناك اقتراحات أفضل منها، ولا أريد أن أحَمّل أنديتنا فوق طاقتها، ولكن على إداراتها أن تتعلم من الأندية الإنجليزية كيف تفيد مجتمعها بجانب دورها الرياضى.