الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
أنا وقـلمى.. الأمُّ وطنٌ.. حافظوا عليها

أنا وقـلمى.. الأمُّ وطنٌ.. حافظوا عليها

الأمُّ كلمةٌ صغيرةٌ فى حروفها؛ لكنها تحتوى على أكبر معانى الحُب والعطاء والحنان والتضحية، وهى أنهارٌ لا تنضب ولا تجف ولا تتعب، متدفقة دائمًا بالكثير من العطف الذى لا ينتهى، وهى الصّدر الحنون الذى تُلقى عليه رأسَك وتشكو إليه همومَك ومتاعبَك، الأمُّ هى التى تعطى ولا تنتظر أن تأخذ مقابل العطاء، وهى التى مَهما حاولتَ أن تفعل وتقدّم لها فلن تستطيع أن ترد جَميلها عليك ولو بقدر ذَرّة صغيرة، فهى سببُ وجودك على هذه الحياة، وأقل ما يُمكن تقديمه إليها بعد رحيلها من الدنيا الدعاء، فهو سبب نجاحك؛ حيث تُعطيك من دمها وصحتها لتكبر وتنشأ صحيحًا سليمًا، فهى عونك فى الدنيا، وهى مَن تُدخلك الجنة، ولأن الأمَّ هى المَصدر الأول للعطاء، ودائمًا ما تقدم الحُب وتبذل الكثير من الجهد من أجل أبنائها دون أى شروط أو حتى انتظار رد الجَميل منهم، ولكن لا ضرر لو حاول الأبناءُ إسعادَ أمّهم، ولو بأقل الطرُق والتكاليف، وأبسط وأهم شىء يُمكن فعله هو إظهار مزيد من الاهتمام والتقدير للأمّ، وأن يحاول الأبناءُ التعبير عن حُبهم وامتنانهم دائمًا؛ عن طريق القيام ببعض المهام التى يتوجّب على الأمّ القيام بها سواء بمفردها أو بمساعدة آخرين، مثل الأعمال المنزلية، هذا يُظهر لها مدَى أهميتها فى حياتك؛ خصوصًا أنه قد يتسلل إلى قلب الأم شعورُ عدم الحاجة لها مع تقدمّها بالعمر، وذلك لقيام بعض الأبناء بالاهتمام بأنفسهم وانشغالهم بحياتهم، وقد يكون هذا الشعور غير صحيح فى بعض الأحيان، فلا بُدّ من الحرص دائمًا على إظهار الاهتمام للأم بشكل واضح وصريح.



كما أن الإبقاءَ على العلاقات الجيدة مع الإخوة والأخوات؛ سيجعلها تشعر بفرحة غامرة وسعادة كبيرة، بينما ستشعر بالحزن الشديد بمجرد رؤيتها لأبنائها فى صراعات ونزاعات مَهما كانت الأسباب، كما أن علاقة الأبناء الجيدة بوالدهم يُشعرها بالسعادة أيضًا، وقد يُحزن الأمَّ كثيرًا أن تشعر أن تواصُل أبنائها معها هو لمجرد وجود طلبات أو احتياجات معينة- مثل المال مثلاً- لأن هذا سيجعلها تشعر بأنانيتهم، لذا لا بُدّ أن يحرص الأبناءُ على الاتصال بها أو زيارتها بشكل يومى، ولأن الأمَّ تتمتع بخبرة كبيرة فى الحياة لا تُقدَّر بثمَن، ناهيك عن معرفتها بأبنائها أكثر من أنفسهم؛ حيث إنها خاضت معارك كثيرة خاصة بها، وارتكبت أخطاءً تعلمت منها؛ لذا فهى تُقدّم النصيحة لأبنائها بناءً على تجاربها الشخصية، هذا بالإضافة إلى أن ما قدّمته الأمُّ من وقت وجهد وإفناء للشباب ما كان إلا من أجْل نجاح وتفوُّق أبنائها فى جميع المجالات العلمية والعملية.

هناك الكثير والكثير يمكن أن يُقال عن الأمّ تملأ صفحات مجلات وصُحُف، لذا لكل ابن وابنة لهما أمٌّ على قيد الحياة؛ عليهما أن يعيشا تحت قدميها، فهى نعمة لا يمكن تعويضها ولا ننسَى أن الأمهات أوطان صغيرة، يوجد فى كل أمّ وطنٌ نسكنه ونحبه وكذلك نفتخر به، كل عام وأمّهات مصر كلهن بخير.. وتحيا مصر.