الأربعاء 4 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
كلمة و 1 / 2.. هانى شنودة وليلة لاتنسى فى (الرياض)

كلمة و 1 / 2.. هانى شنودة وليلة لاتنسى فى (الرياض)

محارب بالنغمة، ثورى بالفكر، موهوب بالسليقة، احتفلت هيئة الترفيه قبل بضعة أيام بإبداعه المتدفق والجرىء والمختلف، أتحدث عن الموسيقار الكبير هانى شنودة الذي أقيمت له بالرياض ليلة لا تنسى، شارك فيها بالحضور عشرات من المصريين مطربين وملحنين وشعراء وعازفين ونقادًا وصحفيين، بينما فى الحفل على المسرح رأينا محمد منير وعمرو دياب وأحمد عدوية وأنغام ومصطفى حجاج وأمير عيد ومى فاروق، بدأ الحفل بصوت منى عزيز مطربة (فرقة المصريين) التاريخية التي ابتعدت عن الساحة نحو ربع قرن، ثم عادت إلينا وكأن الزمن لم يمر عليها، لتؤكد أننا فرطنا فى صوت مصري جميل، وكان مايسترو إخراج هذا الحفل هو خيرى بشارة الذي جمع بين تقنيات المسرح وشاشة السينما فى الخلفية.



هانى شنودة أحدث بفرقته (المصريين) انقلابًا موسيقيًا منذ نهاية السبعينيات عندما انطلقت الفرقة بروح ورؤية مغايرة للسائد، حيث استمع شنودة لنصيحة من الأديب الكبير نجيب محفوظ بأن يبحث عن مساحة مشتركة مع الغناء الشرقى، الذي يحمل فى نفس الوقت كل معالم البناء الموسيقى الأكاديمى، وهو ما قدمه هانى شنودة مع (المصريين) واستطاعوا الوصول للشارع.

قدم أغنيات خارج القاموس الشعرى والموسيقى التقليدية مثل «ما تحسبوش يا بنات» أو «بنات كتير كده من سنى»، «ماشية السنيورة» وغيرها.. ضرب «هانى شنودة» فى كل الاتجاهات العاطفية والسياسية مستعينًا بعقول مخضرمة وأخرى شابة كانت أيضًا تؤمن بنفس المنهج، وهكذا تجد معه من البداية شعراء بحجم «صلاح جاهين»، و «سيد حجاب» و«عصام عبدالله» ونلمح من الأسماء التي بدأت رحلتها معه «محمد منير»، «عمرو دياب».. كان تأثير «هانى شنودة» الأعمق ليس فى نجاح فرقته جماهيريًا، ولكن لأنها أحدثت تيارًا موسيقيًا وولدت من رحمها فرق أخرى مثل «فور إم» عزت أبوعوف، «الأصدقاء» عمار الشريعى و«طيبة» للأخوين الإمام «حسين» و«مودى».. حالة غنائية امتلكت كل ربوع مصر.. كل الفرق الأخرى انقسمت على نفسها أو اتجه صنّاعها إلى مجالات أخرى.. «الأصدقاء» كان من بين نجومها مثلاً «علاء عبدالخالق» و«حنان» و«منى عبدالغنى» كل منهم ذهب إلى طريق.. «أبوعوف» ترك الفرقة واتجه للتمثيل وانفرط عقد «أبوعوف».. الأخوان «إمام» حسين صار واحدًا من نجوم التمثيل و«مودى» اتجه بطاقته للموسيقى التصويرية.. الفرق كلها تعرضت لعوامل الزمن التي أحالتها إلى فعل ماضى.. حاول «هانى شنودة» فى لحظة زمنية أن يشكل فريقًا آخر، بل اتجه إلى تغيير عنوان الفرقة.. ولم أفهم السر، وهو من المؤكد لم يكن لديه أسبابه سوى أنه قال إن هذه التجربة ليست امتدادًا للمصريين وماتت، وعاد مرة أخرى لفرقة المصريين مقاتلاً رغم الأجواء القاسية، قدم أغنيات فردية مثل «أنا بعشق البحر» لنجاة كلمات الشاعر «عبدالرحيم منصور» وهى تشكل حالة مغايرة لما تعودت عليه الأغانى، حيث اللحن المتمرد تمامًا على طبيعة «نجاة» ولا يعلم كثيرون أن «محمد منير» هو الذي قام بتحفيظ «نجاة» هذه الأغنية لأن «هانى شنودة» مثل أستاذه الموسيقار «محمد القصبجى» لا يتمتع بصوت جميل.. ولا ننسى له واحدة من أروع أغانينا «زحمة يا دنيا زحمة» بصوت «عدوية».

«هانى شنودة» واحد من ظرفاء هذا الزمن لديه الكثير من التعبيرات التي لا تغادر عقلى، فهو القائل «الشباب شباب الركب» فهو يرى أن الإنسان طالما لم يشعر بالألم فى ركبتيه فهو إذن لا يزال شابًا.. وقد يكون هذا صحيحًا بنسبة كبيرة، ولكن أيضًا أضيف «الشباب شباب الإبداع»، و«شنودة» بإصراره على أن يكمل رحلة المصريين يعيش ولا يزال شباب الإبداع، رغم أن (الركب) لم تعد فى حالتها الأولى، إلا أنه لا يزال مقاومًا.

عشنا ليلة لا تنسى على مسرح أبوبكر سالم فى الرياض، ليلة مصرية خالصة!.