الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
ماذا حقق الاتحاد النسائى المصرى فى مائة عام؟

ماذا حقق الاتحاد النسائى المصرى فى مائة عام؟

بعد أيام قليلة يمر مائة عام على إنشاء الاتحاد النسوى المصرى الذى تم تأسيسه فى 16 مارس 1923، على يد السيدة هدى شعراوى لتبدأ رحلة منظمة من أجل حصول المرأة المصرية على حقوقها، ولولا هذا الاتحاد لظلت المطالبة بحقوق المرأة مبادرات فردية، ولتأسيس هذا الاتحاد حكاية ترويها هدى شعراوى فى مذكراتها تقول: «فى شهر مارس 1923، تلقينا دعوة من الاتحاد النسائى الدولى لحضور المؤتمر الذى يُعقد فى روما، وكانت الدعوة موجهة إلى نساء مصر، وكانت لجنة الوفد المركزية للسيدات المصريات هى تلك الهيئة النسائية البارزة، ومن ثَمَّ جاء تفكيرى فى تشكيل جمعية الاتحاد النسائى المصرى من بين أعضاء لجنة الوفد، وقد انتدبت الجمعية عنها وفدًا لحضور هذا المؤتمر مكونًا منى ومن زميلتى السيدة نبوية موسى والآنسة سيزا نبراوى، وكانت هذه هى أول مرة يرتفع فيها صوت المرأة المصرية فى الخارج باشتراكها فى هذا المؤتمر، وبعد أن وصلتنا الدعوة لهذا المؤتمر وجهت إلى بعض السيدات رسالة للاشتراك فى تأليف لجنة للعمل وانتخاب من يمثلها فى المؤتمر، وقد ترتب على هذا الاجتماع بدء تشكيل الاتحاد النسائى المصرى».. ومن وقتها بدأ هذا الاتحاد خطوات جادة نحو إصلاح وضع المرأة فى المجتمع، فإلى أى مدى استطاع أن ينجح فى مسيرته ويحقق أهدافه؟



لقد حدد الاتحاد عند تأسيسه عددًا من المطالب حسب ما جاء فى مذكرات هدى شعراوى منها «رفع مستوى المرأة الأدبى والخلقى لتحقيق المساواة السياسية والاجتماعية بالرجل من وجهتى القوانين والآداب العامة، ومنح الطالبات حرية الالتحاق بالمدارس العالية، وإصلاح العوائد الجارية فيما يتعلق بطلب الزواج حتى يتيسر للطرفين أن يتعارفا قبل التعاقد، والاجتهاد فى إصلاح بعض طرق تطبيق القوانين الخاصة بالزواج التى يستمد تفسيرها من روح القرآن، ووقاية المرأة بهذه الطريقة من الظلم الذى يقع عليها من تعدد الزوجات الذى لا مبرر له، ومن الطلاق الذى ينطق به صاحبه غالبًا من غير روية أو باعث جدىّ، والمطالبة بقانون يجعل سن الزواج عند البنت 16 سنة»، فما الذى تحقق من هذه المطالب بعد قرن من المطالبة بها؟ لقد نجحت المرأة فى الحصول على بعضها بعد سنوات قليلة من تأسيس الاتحاد وأخرى تحققت بعد مسيرة طويلة من الكفاح ومازال بعضها حتى الآن يتم النضال من أجله، فمن بين الحقوق التى تم الحصول عليها التحاق الطالبات بالجامعة حيث كان الالتحاق بها مقتصرًا على الطلاب الذكور، وقد تحقق ذلك بعد سنوات قليلة من تأسيس الاتحاد، ففى عام 1929 التحقت أول فتاة بكلية الآداب وهى سهير القلماوى التى تخرجت عام 1933 وحصلت بعد ذلك على الدكتوراه، وتبعتها عدة طالبات تخرجن فى كليات الطب والحقوق والآداب، والآن تتخرج آلاف الطالبات فى الجامعات كل عام.

أما مساواة النساء بالرجال فى الحقوق الدستورية فقد تأخر حتى قيام ثورة يوليو عندما سمح دستور 1956 للمرأة بالانتخاب والترشح للبرلمان وأصبحت بالفعل نائبة عام 1957 ووزيرة عام 1962، وقد تحقق أيضًا مطلب رفع سن زواج الفتيات إلى 16 عامًا بعد عدة سنوات من إنشاء الاتحاد، ولكن القانون أعطى وقتها ولى الأمر الحق فى تحديد السن وتسنينها إذا لم يكن لها شهادة ميلاد، وهو ما كان بمثابة الباب الخلفى للتحايل على القانون، والآن تمت زيادة سن زواج البنات إلى 18 عامًا، ولكن مطلب منع تعدد الزوجات إلا لأسباب منها عدم قدرة الزوجة الأولى على الإنجاب أو مرضها مرضًا يعوقها عن أداء مهامها كزوجة، فقد لاقى هذا المطلب رفضًا تامًا حتى الآن من رجال الدين الذين قالوا إن ذلك يحرم حلالاً، ونفس الأمر بالنسبة لقضية حماية المرأة من الطلاق الشفوى وبغير باعث جدى والتى مازالت مطروحة حتى وقتنا هذا ومازال الأزهر يرفض هذا الأمر حتى الآن.. لقد بدأ هذا الاتحاد خطوات حصول المرأة على حقوقها وتبعته تنظيمات أخرى، ويحمل الراية الآن المجلس القومى للمرأة الذى يقوم بمحاولات لإكمال المسيرة.

سلام لأرواح عضوات الاتحاد النسوى اللواتى بدأن طريق إصلاح أحوال المرأة المصرية منذ مائة عام، والتحية لمن تبعتهن والدعاء بالتوفيق لمن يكملن الخطوات أملاً فى الوصول إلى الوضع الأمثل الذى نتمناه.