السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
أنا وقـلمى.. مكافحة البطالة فى مصر

أنا وقـلمى.. مكافحة البطالة فى مصر

لا شىء يُفقد الإنسان مكانته أكثر من البطالة، ولا شىء يحفظ للإنسان كرامته مثلما أن يكون له عمل يشعره باحترامه لنفسه واحترام مجتمعه له، ويؤّمِن له بناء أسرة ومصدر رزق كريم ودائم له ولأبنائه، فالبطالة وبال على المجتمعات، ومصدر كل ما هو شر وخطر فيها، ولذا تضع مصر مكافحة البطالة على أولويات تخطيطها الاقتصادى، خاصة أن البطالة والنمو الاقتصادى هما متغيران من أهم المتغيرات تأثيراً على اقتصاد أى دولة، لذا تحرص كل دول العالم على تحقيق معدلات نمو اقتصادى مرتفعة، وخفض معدلات البطالة فيها، ولكى تُثبت السياسات فعاليتها وكفاءتها، لا بد أن تعمل الدول - وطبعاً منها مصر- على الحد قدر المستطاع من البطالة وزيادة النمو الاقتصادى، وذلك لأن البطالة تعنى عدم استفادة الدولة من رءوس الأموال البشرية التى لديها، وعدم استيعاب سوق العمل للقوة المتعطلة، مما يعيق تحقيق زيادة إيجابية مستمرة فى ناتج الدولة، وبالتالى يؤثر على الدخل والرفاهية لدى أفراد المجتمع، والعديد من الآثار الاقتصادية والاجتماعية والأمنية والسياسية، هذا ما دعا الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء للإعلان عن وضع استراتيجية متكاملة لمكافحة البطالة بأرقام ونتائج واضحة، يتم متابعتها وتحديد القطاعات التى نحتاجها هنا فى مصر، خاصة أن الزيادة السكانية تُحتم توفير كل عام مليون فرصة عمل جديدة، وحددت الاستراتيجية أهدافها أولاً بالتشجيع على زيادة العمالة الخارجية للدول الأخرى، وهو جزء من زيادة الصادرات بطريقة غير مباشرة، علاوة على أن العامل أو الشاب المصرى الذى يسافر ويعمل بالخارج يجلب تحويلات خارجية لمصر، وثانياً ومن خلال خطة واضحة سيتم تخريج عدد ونسبة محددة من المليون فرصة التى نحتاجها كل عام إلى الأسواق العالمية والإقليمية بتخصصات مختلفة تحتاجها هذه الأسواق، وتكون مؤهلة للأسواق الخارجية، وثالثاً سيتم تشجيع الشباب على أن يمتهن أنشطة محددة، وسيتم ربطها بتعليم فنى وجامعات تكنولوجية ومعاهد فنية، مع تطوير سبل التعليم فى مصر، حتى يُصبح الطالب مُهيئاً لسوق العمل، وإدخال أمور خاصة بالعمل فى المواد الدراسية ليعتمد التعليم على الفهم والإبداع وتنمية المواهب والقدرات والمهارات، وأعتقد أننا فى مصر بدأنا هذه الخطوة المهمة من خلال إستراتيجية التعليم الجديدة، ورابعاً الاهتمام بالشباب وإنشاء مشروعات تساعدهم على وظائف بصورة أسهل، مما سيعود بالنفع على الدولة وستقلل من عدد العاطلين، وخامساً الاعتماد بصورة أكبر على العمالة المحلية، والتقليل من العمالة الخارجية وهى خطوة مهمة لتقليل البطالة فى المجتمعات، والأهم من ذلك كله التوعية بكيفية تنظيم الأسرة والحد من الإنجاب، وسادساً تسهيل الاستثمار فى مصر لزيادة فرص العمل فى مختلف المجتمعات، علاوة على إنشاء أماكن مخصصة لتأهيل الخريجين عند البحث عن وظيفة، وتعريفهم بكيفية تنمية مهاراتهم للحصول على الوظائف التى تناسبهم، وهذا ما يحدث حالياً فى أغلب جامعاتنا المصرية، ولا ننسى فى هذا الصدد المشروعات القومية العملاقة، التى تنفذها حالياً الدولة المصرية والتى لعبت دوراً مهماً فى الحفاظ على سريان عجلة الاقتصاد والإنتاج، وتحسن سوق العمل وتراجع معدل البطالة رغم الأزمات الاقتصادية الطاحنة، والتى تجتاح جميع دول العالم.. وتحيا مصر.