طارق الشناوي
كلمة 1 / 2.. «منى زكى».. تواجه ضرباتهم (الفشنك)!!
كعادتهم فتحوا النيران مبكرًا بحجة حماية الحجاب، ما الذى فعلته منى زكى حتى تتلقى كل هذه الزخات من النيران، لا شىء سوى أنها قررت أن تكون نفسها وتمارس الفن بقانون الفن، وهكذا شاهدنا لها (بوستر) لمسلسل رمضانى (تحت الوصاية) وهى ترتدى الحجاب، ووجّهوا لها ضربات استباقية قاتلة، «منى» قرّرت كعادتها ألا تستسلم، وفى تلك المساحة من الاختيارات وأيضًا التحديات تتألق منى زكى.
آخر إطلالة رمضانية لها قبل عامين، فى مسلسل (نظرية نيوتن) سرقت الأضواء واستحوذت على الاهتمام بأدائها الناضج مع المخرج تامر محسن، ولهذا أنتظرها بشغف فى (تحت الوصاية) مع المخرج محمد شاكر خضير.
على كثرة ما شاهدتُ من أعمال فنية لمنى زكى، أتوقف أمام دوريها فى الأعوام الخمسة الأخيرة «حنان البغدادى» فى فيلم (من 30 سنة) لعمروعرفة، و«تحية عبده» فى مسلسل (أفراح القبة) لمحمد ياسين، الأول قدّم لنا الوجه الكوميدى لـ«منى» المسكوت عنه، والذى نادرًا ما يلتقطه المخرجون، والثانى نرى فيه «منى» الأنثى عندما تتحرّر من القواعد الصارمة التى حاصرت اختياراتها فيما أطلقنا عليه (السينما النظيفة)، وجدت «منى» دون أن تقصد أنها العنوان لنوع من الفن المحافظ الذى يفرض معايير أخلاقية ليس لها علاقة قربَى أو نَسَب بالفن، ولكن هكذا أرادوها وهى أبدًا لم تقصد، ولهذا عندما تمردت وصلت للذروة قبل اثنى عشر عامًا، على الشاشة فى دور الإعلامية «هبة يونس» فى (احكى يا شهرزاد) تأليف وحيد حامد وإخراج يسرى نصرالله... أطلقها الراحل «وحيد» فى أول إطلالة لها مسلسل (العائلة) وحررها أيضًا «وحيد» فى (شهرزاد).
كل هذه التنويعات الدرامية وغيرها، التى ابتعدت فيها «منى» عن القولبة أصبحت هى بحر الإبداع، الذى تحترفه «منى».
كان الفن بالنسبة لها وهى مراهقة فى الرابعة عشر من عمرها، مجرد لعبة قررت أن تمارسها ولو لمرّة واحدة، وهكذا ذهبت لنجمها المفضل «محمد صبحى» لتشارك فى اختبارات مسرحية (وجهة نظر) تأليف الراحل لينين الرملى، ليقع اختيار «صبحى» عليها، من بين العشرات الحالمين سواء أكانوا موهوبين أمْ موهومين، وتتحول مع الأيام اللعبة إلى حياة ومصير لتنتقل إلى التليفزيون مع مسلسل (العائلة) لـ«وحيد حامد» و«إسماعيل عبدالحافظ»، وتؤدى دور ابنة البواب، كنتُ واحدًا من الذين لمحوا فيها وهج النجومية قبل نحو30 عامًا، وأشرت على صفحات «روزاليوسف» لتلك الموهبة القادمة، يبدو زمنًا طويلاً، ولكن لا تنسَ أن «منى» بدأت وهى طالبة فى السنة الأولى بكلية الإعلام، ومع الأيام ازدادت قناعتى بأن «منى» تملك إشعاعًا وبريقًا وحضورًا، وتنطلق إلى دروب ودهاليز السينما وتقترب من مشاعر الناس؛ لتصبح من أهل البيت، وتلك ميزة أخرى تمتعت بها، فهى صارت واحدة من أفراد العائلة!
العائق الأول الذى واجهته، هى وجيلها ولا يتحملن المسئولية الكاملة عنه لأنه ميراث للجيل السابق عليهن، أقصد به «يسرا»، «ليلى علوى»، «إلهام شاهين»؛ حيث كانت البطولة فى أغلب أفلام الجيل السابق معقودة للرجال أمثال «عادل إمام» و«محمود عبدالعزيز» و«أحمد زكى» و«نور الشريف»، ولم تستطع أى نجمة من الجيل السابق على «منى» أن يحققن نجومية مباشرة فى شباك التذاكر.. ربما باستثناء عدد من المحاولات الخجولة، ولكن شباك التذاكر بمعنى (نجمة الشباك)، ستجده فقط مع «نادية الجندى» و«نبيلة عبيد»، وهكذا بات على «منى» وجيلها أن تتواجدن تحت مظلة نجوم شباك أمثال محمد هنيدى وأحمد السقا وكريم عبدالعزيز وأحمد عز وغيرهم.
هل «منى» لديها جمهور يقطع لها التذكرة؟! لا شك لها مساحة على خريطة الناس الوجدانية، يقطعون من أجلها التذكرة، ليست نسبة طاغية؛ لكنها على أقل تقدير تستطيع أن تقرأ لها أرقامًا فى الشباك، وأن يصنع لها أيضًا أفلامًا تتحمل هى مسئوليتها، أمّا على الشاشة الصغيرة؛ فإنها ولا شك تقف مع عدد من النجمات لا يتجاوزن أصابع اليد الواحدة على القمّة.. «منى» تمردت على (الوصاية)، وستثبت ذلك فى (تحت الوصاية) وسيتضح أنها مجرد ضربات (فشنك)!