روح جديدة

أسفرت دراما كأس العالم للأندية عن حصول النادى الأهلى على المركز الرابع للمسابقة بعد خسارته أمام نادى «فلامنجو» البرازيلى بأربعة أهداف مقابل هدفين أحرزهما اللاعب الفنان «أحمد عبدالقادر» فى مباراة عصيبة احتشدت بالمَشاهد الميلودرامية العاصفة والصراعات العنيفة أهدر فيها «على معلول» ضربة جزاء.

وإذا كانت جماهير النادى الأهلى؛ بل جماهير الكرة فى مصر قد حزنت لنتيجة المباراة وكانت تهفو إلى تحقيق المركز الثالث والحصول على الميدالية البرونزية؛ خصوصًا أن الأمل الرقراق راودها مرارًا خلال أحداث المباراة التى حفلت بالكثير من الفرص الضائعة والأهداف المهدرة التى لم يحسن اللاعبون استغلالها؛ فإن تلك الجماهير الهادرة لم تحزن بسبب الهزيمة الثقيلة أمام نادى «ريال مدريد» الإسبانى (وهو أفضل فرق أوروبا) بأربعة أهداف مقابل هدف واحد سجله «على معلول» من ضربة جزاء.. وبالتالى عدم التأهل لنهائى مونديال الأندية؛ بل إنهم أعربوا عن سعادتهم بالمستوى الرائع الذى ظهر به اللاعبون الذين قدموا عرضًا هجوميًا رائعًا هددوا فيه كثيرًا مرمى الخصم وعاندهم أحيانًا عدم التوفيق أو سوء الحظ.. والحقيقة التى لا جدال فيها أن الفريق حقق أهدافًا غالية وحصادًا طيبًا من المكاسب الإيجابية تمثلت فى جسارة مدربه «كولر» وثقته فى إمكانياته التدريبية العالية وفى قدرات لاعبيه فى اللعب بطريقة هجومية دون الخوف من أنهم يواجهون فريقًا عاتيًا عالميًا عظيم الشأن والهيبة والتاريخ الكبير، وذلك بعد إدمان طويل لخطط دفاعية عقيمة كان يلجأ إليها دومًا المدربون للأندية أو المنتخب القومى عند مواجهة الفرق والمنتخبات الأجنبية الكبيرة.. وكأنه يسعى بذلك الى أن يسطر تاريخًا جديدًا مختلفًا لم نألفه فى الأداء الفنى والتكنيكى الذى ينبذ التكدس الدفاعى الذميم والاستحواذ العددى الأجوف بادعاء التفوق الوهمى.. واستطاع المدرب البارع أن يستفيد من إمكانيات لاعبين كبار موهوبين كاد أن يتسبب مدربون آخرون على رأسهم «موسيمانى» أن يجبرهم على الاعتزال مثل «محمد شريف» و«قفشة»، كما أنصف لاعبين مميزين آخرين عانوا كثيرًا من الإهمال وعدم التقدير مثل «محمد هانى» و«الشحات» بأداء مبهر فى مباريات البطولة.

لقد أعاد «كولر» الروح الوثابة إلى نفوس اللاعبين تسانده إدارة جيدة واعية طموحة تعمل بأسلوب علمى متميز مشكلة منظومة رياضية تجيد التنسيق والتنظيم كل فى تخصصه بعيدًا عن المهاترات واللغو.. والادعاءات.. والمشاحنات الرخيصة.