الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
مقام الأهلى

مقام الأهلى

اليوم- السبت- يخوض «الأهلى» مباراة مهمة لتتويج مشواره فى بطولة كأس العالم للأندية بعد فواصل من الأداء المشرّف فى مبارياته الثلاث فى المونديال العالمى وتخطى أوكلاند سيتى النيوزلاندى فى الدور الأول بثلاثة أهداف دون مقابل بامتياز، وتجاوز فريق سياتل ساوندرز الأمريكى بهدف دون مقابل باقتدار.



القلعة الحمراء واقعيًا وبحسابات علم علوم الكرة لم تقصّر إدارتها ولم يتخاذل نجومها الذين قدّموا ثلاثية كروية رائعة بشهادة الخبراء رسمت البسمة على وجوه جماهيرها، وأعادت كبرياءها لرفع اسم مصر عاليًا والبرونزية «ممكن» فى مباراته أمام فلامنجو البرازيلى التي أراها بطولة مستقلة على مركز ذهبى مرصّع بالبرونز يليق بمقام الأهلى وتاريخه الكبير فى مصر والعالم العربى والإفريقى والعالمى.

فى مباراة ريال مدريد كافح «الأهلى» بشرف وقدّم أداءً ثابتًا أمام كوكبة من نجوم العالم، والنتيجة بالفعل لم تعبر عن سير المباراة رغم استحوذ عناصر الريال على الكرة، ويكفى الإشارة هنا للهجمة الأهلاوية الواعدة التي أنهاها «محمد شريف» بأسلوب متسرع وكانت كفيلة بإعلان تقدم الأهلى فى شوط المباراة الأول الذي حافظ فيه الأهلى على التركيز والتنظيم باستثناء لحظاته الأخيرة التي أسفرت عن إحراز هدفين، وفى الشوط الثانى عاد الأهلى للمباراة بهدف «معلول» وكاد أن يتعادل لولا عدم توفيق «أفشة» وضياع هدف مؤكد ثم إنقاذ «الشناوى» ركلة جزاء «مودريتش» وظل التكافؤ مستمرًا حتى قبل انتهاء الوقت الأصلى، ونتيجة سوء التركيز جاء الهدفان الأخيران فى اللحظات الأخيرة. 

ولخص «كارلو أنشيلوتى» المدير الفنى المدريدى كل هذا فى المؤتمر الصحفى بعد المباراة بقوله: «المواجهة كانت جيدة أمام فريق جيد جرب كل شىء ممكن وكنا نعتقد أننا حسمنا المباراة بعد الهدف الثانى لكن الأهلى غيّر الأمور».. فى إشارة إلى أن  الفريق الملكى عانى فى المباراة وأنها لم تكن سهلة.. وسبق هذا التصريح إشادته بالأهلى ووصفه بأنه فريق عظيم لديه خبرات كبيرة فى بطولة كأس العالم للأندية..وفى نفس السياق وبشهادة (شاهد من أهلها) أشاد صحفى إسبانى يدعى «جابيلوندور» بجريدة «آس» الشهيرة فى إطار تعليقه على المباراة بالمارد الأحمر بقوله: «خسر الأهلى برباعية مقابل هدف فى نصف نهائى كأس العالم للأندية بملعب مولاى عبدالله بعدما كان قريبًا من التعادل رغم التأخر بهدفين نظيفين لكن النادى الملكى سجل ثنائية فى الوقت بدل الضائع».. وقال الكاتب الإسبانى: «إن النتيجة لم تكن مستحقة، وأن البطل القياسى لدوري أبطال إفريقيا كان الأفضل فى فترات كثيرة خلال المباراة، ولا يمكن أن يلوم جمهور الأهلى فريقهم على شىء ما، فالنتيجة التي انتهى بها اللقاء، لا تعكس أبدًا الشخصية التنافسية الجيدة التي أظهرها أبطال النادى المصري الذين وضعوا ريال مدريد تحت الضغط، وجعلوهم يشعرون بالخوف الذي تسلل إلى أجساد الجميع فى مدريد». ويذهب الكاتب الإسبانى إلى أبعد بقوله: «إن مستقبل كرة القدم سيكون فى إفريقيًا،ويجب أن نرى ما يفعله الأهلى الذي يعتبر مثالًا على وجود ذلك، شغف جماهيرهم الكبير، والديربى مع الزمالك يكون من أهم مباريات الموسم، وليس لديهم شىء غير منظم، وكل ما سبق يعكس مقام الأهلى وإبرازه فى الصورة المشرّفة للكرة المصرية فى كأس العالم للأندية ومن هنا يجب الإشادة بالمدير الفنى «كولر» وعدم التوقف على اتهامه بالخطأ فى بعض القرارات لأنه يسير بالأهلى نحو الطريق الصحيح.

إن البطولة المونديالية مليئة بالدروس المستفادة للأهلى والكرة المصرية وأكدت على أن الأمانى ممكنة بمزيد من التخطيط واتباع المناهج العلمية الكروية وتجديد الخطاب الكروى والشطب على منابع التعصب والتطرف على خلفية لافتة جماهير الأهلى فى مباراة ريال مدريد والاحتفال بذكرى شهداء الزمالك العشرين بداية لتصحيح المسار وهى اللافتة التي أسعدت كل جماهير مصر ورسمت أرقى معانى الوفاء العظيم بين عنصرَىْ الأمة كرويًا لتقديم أداء وإحراز بطولات تليق باسم مصر وتاريخها الخالد فى المحافل العالمية.

أخيرًا؛ كل الأمنيات الطيبة والصادقة للهلال السعودى فى مواجهته التاريخية أمام ريال مدريد الإسبانى فى نهائى البطولة وتشريف العرب واستكمال ملامح الصورة الجميلة للكرة السعودية فى مونديال قطر.